بياااانيه للتاخير بنات لكن كانت عندي ظروف .... المهم تحسنت الآن شوي
.... تفضلوا البارت و أتمنى من قلبي يعجبكم ...
البارت السادس: " لأنني لم أعرف الحب "
مضت تلك الليلة سريعا بأحداثها بين بطلينا ... كلاهما لا يدري ما كان يفعله ... حتى غلبهما النوم ... حل الصباح بسماء صافية تتخللها السحب العابرة ... كانت سالي قد بدأت تستيقظ بسبب الصداع في رأسها .. لم تفتح عينيها بعد فقط تحاول أن تتذكر ما حدث ليلة البارحة ... أخيرا فتحت عينيها و نظرت إلى السقف ... فركت عينيها لتزيل تلك الغشاوة و ترى بوضوح ... مرً ببالها كيف كانت تضرب ذلك الرجل الذي أوقفها في الطريق ... اقشعر جسدها فقد كان ذلك من أواخر الأحداث التي استطاعت تذكرها ... مددت يديها بكسل شديد ... توقفت عن الحركة عندما اصطدمت يدها بشيء صلب ... تحسسته ببطء .. أغمضت عينيها بشدة ثم استدارت لتجد كيوهيون يستلقي بجانبها عاري الصدر .. فأصبحت تهزه
سالي مصدومة : ما الذي تفعله هنا ؟؟ كيوناا هيا انهض من سريري .. أيها المزعج المنحرف
كيوهيون دون أن يفتح عينيه : مممممم
مازالت سالي تهز كتفه ليستيقظ و هي تشتمه ... جالت بنظرها على الغرفة ... هذا ليس سريرها ... هذه غرفة كيوهيون و ليست غرفتها .. توقفت عن هزه عندما ألقت نظرة على تلك الملابس الملقية على الأرض .. ابتلعت لعابها عندما أكملت تأملها إلى جسدها تحت الغطاء ... لفت الغطاء حول نفسها و أغمضت عينيها ثم أطلقت صرخة قوية جعلت كيوهيون يفزع حتى أنه سقط على الأرض
كيوهيون يصرخ : ماذا ما الأمر ؟؟ ... مهلاا .. ماذا تفعلين بغرفتي ؟؟
سالي تصرخ أيضا : ماذا تقصد ؟؟ أنا لا أذكر شيئا .. ما الذي أتى بي إلى هنا ؟؟
كيوهيون وهو يحك رأسه : لا أدري .. أنا لا أستطيع التذكر ... ماذا حصل ؟؟
سالي بقلق : هل ... هل حدث شيء بيننا ؟
نظر كيوهيون إلى الغرفة و إلى نفسه ثم أنزل رأسه : على ما يبدو ... نعم
سالي و الدموع تجمعت في عينيها : لكنني لا أذكر أي شيء ... آخر ما أذكره عندما صعدت أغني
كيوهيون : أنا آخر ما أذكره عندما نعتني بالجبان ... أنت مزعجة عندما تصبحين ثملة ..
سالي : يا إلهي ... ماذا أفعل ؟؟ ماذا أفعل ؟؟ يا لي من غبية .. ما كان يجب أن أثمل ... هلا خرجت من فضلك
كيوهيون : يااا إنها غرفتي .. أنت أخرجي
سالي بغضب : كيونااااا ...
كيوهيون : ايييش .. حسنا حسنا سأخرج ... دعيني فقط آخذ ثيابي ..
سالي : هياا بسرعة ...
أخذ كيوهيون ملابسه و خرج بسرعة .. و ذهب إلى الحمام الآخر .. بينما هي رمت نفسها على السرير مرة اخرى .. و ضعت يديها على رأسها و ضربت جبينها
سالي : ماذا فعلت ؟؟ أنا حقا غبية ...
لملمت شتات نفسها و ذهبت للاستحمام .. و لأنها لم تجد ما ترتديه ... ارتدت روب استحمام كيوهيون ثم تسللت إلى الباب ... عندما سمعت صوته في المطبخ ركضت إلى غرفتها و ارتدت ثيابها .. ثم ذهبت إلى المطبخ لتأكل شيئا
كيوهيون : هل تريدين أن تأكلي معي ؟؟
سالي ببرود : ماذا تأكل ؟
كيوهيون : إنها نودلز ... الوحيدة التي أحسن طبخها ..
سالي بابتسامة حزن : أراسو ... أعطني منها ...
جلس كلاهما ينظران إلى الطبق دون أن يأكلا شيئا ... نظر كيوهيون إلى سالي عندما تنهدت و وضعت أعواد الأكل على الطاولة
سالي : ما كان يجب أن أنتقل للعيش هنا ... أظن أنني أخطأت
كيوهيون بملل : لماذا تقولين هذا الآن ؟؟؟ هل هو بسبب ما حصل ؟؟
سالي : نعم لقد تسرعت كثيراا ... ثم كان يجب أن أتوقع حدو ..
قاطعها كيوهيون : ما حدث قد أصبح من الماضي ... ثم إننا ثملنا بشدة البارحة ... ما حصل لم يكن خطأ أحد ... ثم لماذا تندمين بهذه السرعة على انتقالك إلى هنا ... هل انزعجت ؟؟
سالي : أوووه لا و لكن ... يا إلهي لا أدري ... ربما كان خطأ من البداية ... أعني أنت رجل .. و قد اعترفت لي بحبك أيضا و قد ...
قاطعها كيوهيون : أولا نعم أنا رجل و كلامك هذا يعني أنك لا تثقين بي و ثانيا ..صحيح أنني اعترفت لك بحبي و لكنني لم أجبرك على شيء ... أنا أتفهم موقفك كثيرااا و ها أنا أنتظر ... ربما مثلما انتظرت أنتِ لذلك الأحمق لكنني لست بقوتك ... لقد أصبح الامر مؤلما لكنني أحبك كثيرااا ... و سأنتظر مهما أخذ ذلك من وقت ... و ثالثا من فضلك انسي كل ما حصل ... قد يحدث ذلك لأي شخص و لا تضخمي الأمر حتى لا تستطيعي أن تسامحيني أو حتى أن تسامحي نفسك ...
نهض كيوهيون بغضب من الطاولة ثم اتجه إلى غرفته
التفت لها قبل أن يذهب : سأكون بغرفتي ...
وضعت سالي رأسها على الطاولة تذرف دموع الألم و الحيرة في أمرها ...
سالي في نفسها : لماذا حياتي هكذا لماذا .... هل هذا عقاب أم حظ عاثر ... لم يكن عليك أن تقع في حبي .... أنت لا تستحق فتاة مثلي ... لم يكن عليك ذلك ...
رتبت سالي ما تبقى من طعامهم و اتجهت إلى غرفتها تجر نفسها و ملايين الأسئلة تدور في رأسها ... و لا جواب تجده سوا الحيرة ... كان ما يزال الوقت مبكرا لتذهب للعمل لذلك جلست تقرأ كتابا ... حتى وصلتها رسالة على هاتفها ... كانت من كيوهيون
" لدي تصوير ... أراك لاحقا "
سالي : هذا ما كان ينقصني ... أن تغضب أنت أيضا ...
بعد ساعة غيرت سالي ثيابها و اتجهت للمشفى ... في الطريق التقت بميراي التي كانت تمشي بجانبها و لكنها لم تنتبه عليها ... بينما ميراي كانت تنظر إليها باستغراب و متأكدة أنها حائرة في أمر ما ... اقتربت منها و احتضنتها فجأة ...
سالي مفزوعة : أووه يا إلهي .. أوني لقد أخفتني
ميراي : هههه آسفة و لكن ما بك ؟ منذ مدة و أنا أمشي بجانبك و أنت لم تلاحظي وجودي ... هل أنت بخير ؟؟
سالي : نعم أوني بخير ... كنت أفكر فقط ...
ميراي بخبث : تفكرين بــ كيونا ؟؟
سالي بحزن : نعم ... و لكن ليس كما تظنين ... ( صمتت للحظات ثم أكملت ) أوني لقد تعبت ... لقد تعبت حقا .. كل شيء يسير عكس ما أريد ... لم أعد اتحمل ...
ميراي بقلق : ما الأمر صديقتي ... ظننت أن كل شيء سيتحسن الآن ... ماذا حدث أخبريني ؟؟
سالي : لا أستطيع التحدث عن الأمر ...
ميراي : ألست صديقتك و أختك قبل كل شيء ... هيا أخبريني قد أجد لك حلا
سالي : أراسو و لكن بعد أن نخرج من العمل ... ليس الآن
ميراي : لكنني ذاهبة إلى المنزل الآن ... أخبريني ...
ذهبت كلاهما لتجلسا على مقعد قريب من المشفى ... امسكت ميراي يد سالي تحثها على الكلام ... أخذت نفسا عميقا و أخبرتها ما حدث ... أستمعت ميراي إلى كلامها باهتمام و هي لا تستطيع أن تحدد شعورها بالنسبة لما يحدث الآن ...
سالي : و هو الآن غاضب مني ... أنا لا أفهم شيئا ... أرجوك أريحيني و أخبريني ماذا أفعل ؟؟
ميراي : لا شيء
سالي باستغراب : ماذا تقصدين بلا شيء ؟؟
ميراي : كلانا نعرف ثأثير الكحول جيدا .. ثم حسب ما قلتي لقد ثملتما بشدة ... ما حدث لم يكن خطأكما و أظن أنك جرحتي كيوهيون أوبا بكلامك ... إنه يحبك
سالي : أووه لا ادري .. لا أدري
ميراي : هيا اذهبي إلى المشفى الآن و إلا تأخرتِ ... و تعالي لتنامي في منزلي اليوم ...
سالي : أراسو ...
اتجهت سالي إلى عملها كالعادة ... و بينما كانت في طريقها إلى بيت ميراي أرسلت له رسالة حتى لا يقلق بشأنها .. تناولا العشاء ثم اتجهت إلى غرفتها ... جلستا تشاهدان التلفاز معا و لكنها شاردة الذهن ...
ميراي : في ماذا تفكرين ؟؟
سالي : لا شيء ... لا شيء مهم ...
ميراي : أخبريني شيئا أرجوك ... ما هي طبيعة مشاعرك اتجاه كيوهيون .. فقط سؤال لم أستطع إيجاد الجواب له ؟؟
سالي : أنا .. لا أعرف ... ربما ... عندما أنظر في عينيه أجد نفسي أغرق في عالم آخر .. أشعر أنني في مكان آخر ... أنسى فيه كل ما حدث لي في الماضي ... فقط أتمنى لو أنني أبقى هناك إلى الأبد ... أعني هو صحيح مزعج جدا جدا و مغرور و لكن ... أنا ...
ميراي بخبث : أنت ماذا ؟؟ هيا انطقيها ...
صمتت للحظات ثم قالت بخجل : أنا ... أنا أحبه ....
ميراي و هي تصفق : واااااو ... و أخيرااااااااا
سالي و وجهها محمر بشدة : ماذا تقصدين ؟؟
ميراي : هههه لا شيء طبعا ... هذا رائع ... عليك أن تعترفي له
سالي : ماذا ؟؟ أعترف ... لا لا
ميراي : ماذا تقصدين بلا ... هل ستبقيان هكذا ...؟؟ كلاكما تحبان بعضكما
سالي : أعرف هذا و لكن ... ليس الآن .... ( مرت لحظات صمت ) أوني لكن هناك شيء ...
ميراي باستغراب : ماذا ؟؟؟
سالي : أقصد شعوري اتجاهه ... مختلف و أظن أنه أقوى مما كنت أشعر به مع لي جيونغ
ميراي : آآه ذلك الأحمق ... أظن أنني أعرف لماذا ... لأن حبك لــ لي جيونغ كان ( بسخرية ) نزوة مراهـــقة ...
مرت فقط بضع لحظات لتنفجر كلاهما بالضحك حتى آلمهما بطنهما .... أكملت الفتاتان سهرتهما معا .. كانت سالي تشعر بالراحة ربما لأنها أخيرا اعترفت بحبها لذلك المزعج حتى و إن كان بينها و بين نفسها ... ابتسمت على كلامها و على قلبها العليل الذي استسلم و وقع في شباك حب كيوهيون ...
وضعت رأسها على الوسادة تفكر في ذلك القابع هناك في الشقة لوحده ... لطالما كان يعيش لوحده و لكن هذه المرة و هذه الليلة أصبح يشعر بالوحدة ... تردد كثيراا قبل أن يضع يده على مقبض باب غرفتها ... لكنه سرعان ما أغلقه عندما أحس بضعفه ... اتجه إلى غرفته و استلقى في مكانه يتردد هل يتصل بها أم لا ..بينما هي هناك تفكر كيف تتحدث معه ... كيف تخبره و تعترف له ... هل يجب أن أعترف له .. هذا السؤال استولى على تفكيرها و قشع تلك الابتسامة .. خائفة ... نعم مازالت خائفة ..
في الصباح اتجهت سالي إلى الشقة .. و بينما هي تبحث على المفاتيح ... فُتح الباب من الجهة الأخرى لتقابل وجه كيوهيون الذي يبدو أنه لم ينم جيدا بسبب الكوابيس التي ظلت ترافقه في نومته
سالي : صباح الخير
تراجع كيوهيون إلى الداخل و هي أغلقت الباب وراءها و لاحظت حقيبته
كيوهيون : صباح النور .. هل نمت جيدا ؟؟
سالي : نعم شكرا لك ... إلى أين أنت ذاهب ... لماذا تأخذ الحقيبة ؟؟
كيوهيون : آآه أنا ... لدي جولة خارج كوريا لمدة شهر ...
ابتلعت سالي صدمتها و اكملت : شهر ؟؟... أليس ذلك كثيراا ؟؟
كيوهيون و هو يبتسم على تفاجئها : لا ربما لأنك لست متعودة ... ستمر بسرعة .. كما انك سترتاحين من إزعاجي أليس كذلك ؟؟
سالي : لماذا لم تخبرني ؟؟
كيوهيون : لم أجدك هنا أمس و كنت سأرسل لك رسالة ...
سالي : رسالة فقط ؟؟
كيوهيون باستغراب : ماذا تقصدين ؟؟؟
سالي : لا .. لا شيء ... حظا موفقا في جولتك ..
لم يفهم كيوهيون تصرف سالي لكنه كان سعيدا باهتمامها و لو كان بسيطا ... اقترب منها و احتضنها بعفوية ... كان قلبه يصرخ أن يحتضنها بقوة و يعبر لها عن المه لبعده عنها كل هذه المدة و لكنه أصبح يخاف عليها و يخشى ردة فعلها ... اقترب من أذنها و همس
كيوهيون : اهتمي بنفسك جيدا ... سأشتاق إليك ... أحبك
أغمضت عينيها و لم تفتحهما إلا عندما سمعته يغلق الباب ... تجنبت أن تنظر إليه و هو يرحل .. أن تنظر إلى ظهره و هو يذهب ذلك المنظر الذي لم ترد أن تراه ... أن يسكن فكرها طوال فترة غياب كيوهيون
مر الأسبوع و الاثنان و سالي في كل يوم تشعر بالشوق له اكثر ... لم تعد تكفيها الرسائل التي يتبادلانها كل فترة بسبب عمله الكثير ... حتى وإن لم يعلم بحبها و لكن لا يمكن للقلوب أن تكذب .. و لا يمكن للغة العيون أن تخطئ مقصدها ... فيها وجد كيوهيون الفتاة التي قد يرغب في إكمال بقية حياته معها ... أما سالي ففيه وجدت مهربها من مجريات حياتها مهربا لألمها الذي عاشت معه منذ انتقالها إلى سيول و لكنها لم تشتكي ... ملجئا لقلبها لعلها تجد له راحة في حبها مع كيوهيون ..
كانت ميراي تأتي لتبيت معها في كثير من الأحيان لتؤنس وحدتها ... سالي و كيوهيون كلاهما عاش وحيدا لسنوات و لكن منذ تعرفهما على بعضهما أصبحت الوحدة أمرا موحشا لا يُحتمل ...
كانتا تجلسان على الأريكة تشاهدان التلفاز و سالي تحمل طبقا مليئا برقائق البطاطا و تأكل دون توقف
ميراي و هي تنظر لها باستغراب : ألم تلاحظي أنك تأكلين كثيرا هذه الفترة ؟؟
سالي هزت كتفها بلا مبالاة : و ماذا في ذلك أنا أشعر بالجوع
ميراي : حسنا و لكن عندما يزيد وزنك لا تشتكي ...
سالي بملل : و كأنني أهتم إن زاد أو لا ..
نظرت ميراي إلى الساعة و شهقت بقوة فقد تأخرت على موعدها مع جونسو ... جهزت نفسها بسرعة و ذهبت بينما سالي أكملت الفيلم الذي كانت تشاهده ... نهضت لتحضر لنفسها العشاء .. كانت تقف هناك تقطع الخضر و هي تفكر ... بقي يومان و يكتمل شهر من غيابه عن البيت .. أصبحت تكره كل شيء بدونه اشتاقت لكل شيء لإزعاجه و تدخله في كل شيء .. حتى عندما يناديها بــ جميلتي ...
تنهدت بعمق : آآآه لقد اشتقت لك كثيراااا
توقفت عن عملها عندما أحست بيدين تحوطانها من الخلف .. . لم تشعر بالخوف لانها عرفته من رائحة عطره .. ظنت أنها تتخيل و لكنه شدد في احتضانه لها من الخلف
كيوهيون : جميلتي ... لقد اشتقت إليك
استدارت له و أبعدته قليلا .. سالي باستغراب : متى أتيت ؟؟
كيوهيون : لقد وصلت للتو و دخلت بهدوء لأفاجئك .. ( أكمل بخبث ) من هذا الذي اشتقت إليه ؟؟؟
سالي بارتباك : آآآه إنه ... لا أحد
كيوهيون : لا أحد ... أي جواب هذا ... ألم يكن أنا ؟؟
سالي : لماذا ؟؟ ألا يوجد غيرك في العالم يعني ؟؟
كيوهيون بحزن : آسف لم أقصد ...
عضت سالي على شفتها السفلى حتى لا تتهور بالكلام مرة أخرى بينما هو استدار و نزع سترته و جلس في غرفة المعيشة .. لحظات و لحقت به و جلست مقابلة له
سالي : إذن أخبرني ... كيف كانت الجولة ؟؟
كيوهيون : كالعادة ... متعبة .. جدااا ... لكنها كانت رائعة
سالي : هذا جيد .. لكن ألم تقل إنك ستغيب شهرا كاملا ؟؟؟
كيوهيون : بلى و لكنني استعجلت في الحفلات الأخيرة ... أردت أن أعود ... لأول مرة أشتاق إلى المنزل بشدة ... ( ثم أكمل بحزن ) ربما لأنني ظننت أن هناك من ينتظرني و لكن ...
سالي لتغير الموضوع : هل تشعر بالجوع .. لقد حضرت العشاء ...؟؟
كيوهيون : حسنا ...
تناولا العشاء معا ثم منعته أن ينظف معها المطبخ بل أمرته أن يرتاح من السفر .. ما إن دخل غرفته حتى استسلم للنوم فقد كان متعبا جدا ... بينما هي عانت ليجد النوم طريقا لجفونها فقد كانت تفكر في كيوهيون الذي تحبه و لكن لا يعرف لسانها طريقا ليرأف بحالها قبله هو .. مر الأسبوع عليهما و تحسنت علاقتهما قليلا .. كانت الساعة تشير إلى التاسعة مساءا عندما دخلت إلى المنزل و وجدته يجلس في غرفة المعيشة يعزف بالغيتار .. جلست في الأريكة المقابلة له
كيوهيون : هل دائما تأتين متأخرة هكذا إلى المنزل ؟؟
سالي بتعب : و هل هذا ذنبي ... إنه العمل هكذا لقد أتعبني كثيرا اليوم ..
كيوهيون : حسنا ... هل أنت جائعة ؟؟
سالي : لا .. لقد تناولت شيئا في طريقي .. كنت اموت من جوعي .. و أنت ؟؟
كيوهيون : ههههه لقد تناولت العشاء للتو ..
سالي و هي تبتسم : نودلز ؟؟؟؟
كيوهيون : نعم ههههه
سالي : هل أنت تتدرب أم ماذا ؟؟
كيوهيون : آآه .. لقد كنت أكتب أغنية جديدة و أكملتها للتو ..
سالي : حقااا ؟؟؟ هذا رائع ...
استلقت على الأريكة و مددت نفسها
سالي : أنا متعبة جداااا
كيوهيون : هل تريدين سماع الأغنية ؟؟
سالي : هل حقا تستطيع أن تعزفها
كيوهيون : طبعا إن كنت ترغبين ...
سالي : هيا هيا .. سيد كيونا ... أبدعنا ههه
كيوهيون في نفسه : فقط لو تعرفي أنني كتبتها من أجلك ...
بدأ كيوهيون يعزف ذلك اللحن العذب على الغيتار و هي تستمتع ... لحظات فقط حتى يمتزج اللحن مع صوته لتسرح سالي في سيل من الكلمات ... كانت أغنية Just once ... أغمضت عينيها و هي تشعر بقلبها الذي يشاركه عزفه بنبضاته المجنونة و هي تنصت إلى الكلمات التي شعرت أنها بطريقة أو بأخرى تتحدث عنها .. أغمضت عينيها تمنع دموعا بلهاء من النزول .. لا تعلم لماذا أتتها رغبة بالبكاء ... بينما كل شيء من حولها يقول أنها يجب أن تكون سعيدة ...
أكمل كيوهيون أغنيته و التفت إليها ليجدها قد رحلت إلى عالم الأحلام ... ابتسم لها و ذهب لإحضار بطانية و غطاها بها ... قبلها على جبينها
كيوهيون : تصبحين على خير ملهمتي ...
نهضت في الصباح متأخرة عن عملها ... أرادت الخروج و لكنها عادت إلى المطبخ لتأخذ ساندويشا من يد كيوهيون الذي صنعها للتو و ركضت نحو الباب تاركة إياه وسط انزعاجه و ضحكاته
في المساء أرسل لها كيوهيون رسالة بينما هي كانت في غرفة الأطباء تغير ثيابها لتعود إلى المنزل ... فتحت الرسالة و عندما رأت أنها منه لمعت عينيها بسعادة
" مرحبا سارقة الطعام أين أنت الآن .؟؟؟ لا تقولي أنك ستتأخرين اليوم أيضا ؟ "
سالي : ههههه غبي ...
كتبت له رسالة : " هههه مرحبا يا مزعج ..أنا أرتدي ملابسي سأعود إلى البيت .. لا تقلق "
كيوهيون " سآتي لاصطحابك لنتعشى بالخارج ... "
سالي " لا داعي لذلك ... سأذهب إلى السوبر ماركت .. المنزل فارغ من الطعام .. سوا النودلز ... لا ادري ما الذي يعجبك بها "
كيوهيون " لقد لاحظت ذلك يا سارقة الطعام أنت تأكلين كثيرا .. على كل سألتقي بك عند السوبر ماركت "
سالي " لا داعي لذلك .. أريد التسوق بدون إزعاج .. ابق في البيت "
كيوهيون " و كأنني سأستمع لكلامك ... أراك لاحقا .. أحبك "
سالي بصوت منخفض : و أنا أيضا أحبك ...
ميراي و هي تصفق من ورائها : لا لا .. ماهذه الرومانسية .. رسائل و كلمات حب .. يبدو أن الكثير فاتني
سالي ووجهها محمر كثيرا : أوني .. كيف دخلت إلى هنا ؟؟
ميراي : إذن هناك تطور ..
سالي : لا لا يوجد شيء .. أوني أرجوك توقفي هذا مخجل ...
ميراي : حسنا حسنا .. سأتركك على راحتك و لو أنني أستمتع بوجهك الذي يشبه الطماطم ...
سالي : سأذهب الآن لقد تأخرت ...
ميراي : دييه دييه .. لا تتأخري عن حبيب القلب
سالي و هي تصرخ : اوووووني
ميراي : أرااااسو ... آسفة هههههههه
ذهبت سالي إلى السوبر ماركت و وجدت كيوهيون يقف هناك و ما أن رآها حتى انقلب وجهه إلى انزعاج
كيوهيون : ماهذا .. لماذا تأخرت ؟
سالي : أتيت مشيا على الأقدام ..
كيوهيون : من المشفى ؟؟؟ و لماذا لم تأخذي سيارة أجرة يااا بخيلة ؟؟
سالي بانزعاج : أنا احب المشي .. ثم ما دخلك أنت لا احد أجبرك على القدوم معي
كيوهيون : فقط ادخلي أمامي هيا ... يا سليطة اللسان
سالي و هي تبتسم : لست بأفضل منك ...
كانا يمشيان معا و يضحكان في أروقة السوق بانسجام تام بينما كيوهيون يجر العربة أمامه و هي تمسك بلائحة اللوازم و تأخذ الأشياء
كيوهيون : و أعددت لائحة أيضا ... ياللمفاجأة ..
سالي و هي تضحك : خشيت أن أنسى شيئا .. أنا أصبحت أنسى كثيرا هذه الأيام
كيوهيون : حسنا حسنا ... هيا ..
بينما هما يتمشيان وقعت عينا سالي على علبة كبيرة مليئة يالأشياء الحلوة .. لمعت عيناها بشدة و ذهبت بسرعة إليها .. تفاجأ كيوهيون من التغير الذي لاحظه عليها
كيوهيون : هل ترغبين بها إلى هذه الدرجة ؟؟
نظرت إليه بنظرة طفولية على وجهها و عينيها يلمعان حتى ازداد نبض قلبه ... أومأت بنعم و عادت تنظر إلى العلب لتختار إحداها
كيويهون : لكنك أخبرتني أنك تكرهين الحلويات ... ما الذي غيَرك هكذا ؟؟
سالي هزت كتفيها : لا أدري ... أنا أريدها بشدة .. و الآن ...
كيوهيون : حسنا سنأخذها ...
مدَ كل منهما يده نحو العلبة نفسها .. و التقت أيديهما .. أحست سالي بيده الساخنة جدا و أمسكت يده و نسيت أمر الحلوى التي تريدها .. أمسكت بيديه ثم تلمست جبينه و خذيه بقلق بينما هو فقط ينظر إلى وجهها بتمعن
سالي بقلق : هل أنت مريض .. لماذا حرارتك مرتفعة هكذا ؟؟
كيوهيون : لا أدري .. ربما من التعب ..
سالي : هل تناولت شيئا باردا .. أو ... ؟
قاطعها كيوهيون : لا .. لقد صورتُ بالأمس مشهدا حيث تنزل علي مياه باردة و لم أجفف نفسي بعدها كان يجب أن أكمل التصوير بالحديقة
سالي : مياه باردة و بالخارج .. و في هذا الوقت من السنة ... هل أنت مجنون ؟؟ ألم تخف أن تصاب بالمرض ؟؟
كيوهيون : مادام لدي طبيبة رائعة تعيش معي تحت سقف واحد ... لم أعد أهتم .. فقط أريد اهتمامك
ارتبكت سالي من كلماته و لكنها أمسكت يده و جرته وراءها : هيا يجب أن نعود إلى البيت .. حالا و إلا ستمرض أكثر
كيوهيون ابتسم فقط و لم يتكلم بل تبعها ... دفعا ثمن مشترياتهما و وضعاها بالسيارة .. وصلا إلى المنزل و كانت سالي ترتب الأشياء التي اشترتها بينما أمرته بالراحة بينما تحضر له ما يأكل مع الدواء .. لم يبالي كيوهيون بكلامها بل ذهب و جلس في المطبخ يراقبها كيف تتحرك
كيوهيون : ماذا تطبخين ؟؟؟
سالي : حساء الخضر من أجلك و سلطة و كيمتشي و مأكولات جانبية ... ماذا تريد للتحلية ؟
كيوهيون : لا أدري إن كان سيبقى مكان في معدتي ... لا داعي للتحلية ...
سالي : حسنا سنرى .. يجب أن تنسى النودلز ههه.... لكن توقف عن النظر إليَ هكذا .. هذا مزعج
كيوهيون : حتى نظراتي أصبحت تزعجك .... ياللحظ ...
سالي : كيونا أرجوك أنت تربكني .. هكذا هذا يكفي ...
كيوهيون : حسنا سأتوقف ..
وضع كيونا رأسه على الطاولة و هو يهمم اغنية من ألبومه .. بينما هي تختلس النظر إليه من لحظة لأخرى ... أنهت عملها و استدارت إليه بسعادة و لكنه كان نائما .. ذهبت لتهزه و لكن حرارته مرتفعة
سالي : اومو ... ماذا سأفعل الآن ؟؟
أسندته سالي على كتفها و لكنه سقط منها ... حملته و كأنها تعانقه و جرته إلى غرفته ... وضعته على سريره و ذهبت إلى المطبخ .. وضعت بعض الحساء و الدواء في صينيه و اتجهت إليه .. هزته حتى يستيقظ لكنه لم يفتح عينيه كاملة بل أصبح يتكلم بهمس
سالي : كيونا هيا انهض لتتناول الحساء
كيوهيون : مممم ... لا ... لا أريد
سالي : أرجوك تناوله .. حتى تأخذ الدواء ..
كيوهيون : لا أستطيع .. لا أريد .. أنا ...
سالي و الدموع تجمعت في عينيها : ارجوك كيونا ... من أجلي . فقط تناول الدواء
كيوهيون : أريد النوم
سالي : ليس الآن .. هيا سينتهي الأمر بسرعة ...
مازال مغمضا عينيه و لكنه جلس بصعوبة بينما هي أطعمته ببطء بعض الحساء لكنه رفض أن يتناول أكثر من ملعقتين لذلك أعطته دواءه فقط و جعلته يستلقي من جديد بينما هي ذهبت إلى الحمام و أحضرت منشفة جديدة و أصبحت تبللها كل مرة و تضعها على جبينه و تمسح يديه و خده ... أحست بالحزن الشديد على حالته التي آل لها و لم تكن تهتم بتلك الدموع التي تنزل من عينيها ... توقفت عن ما تفعله و نهضت من الكرسي الذي كانت تجلس عليه و جلست بجانبه على السرير.. وضعت يدها على خده و تكلمت
سالي : ما كان يجب أن تهمل نفسك هكذا كيونا .. ألا ترى أنني لا أستطيع تحمل رؤيتك بهذه الحالة .. يجب أت تتحسن سريعا و تعود لإزعاجي ( مسحت دموعها و هي تضحك ) لا أدري ما الذي فعلته بي حتى أصبحت هكذا مجنونة بإزعاجك .. غرورك و لسانك الطويل هذا ... لقد سحرتني حقا حتى أوقعتني بحبك يا مزعج ....
كيوهيون و هو يهمس : أخيرا اعترفت
سالي وجهها احمر من الخجل : ما هذا ؟؟ ألم تكن نائما للتو؟؟
كيوهيون : كيف أنام و أفوت على نفسي رومانسيتك القاتلة .. لأول مرة أراك هكذا يا فتاة ..
سالي : هذا محرج .. لقد سمعت كل شيء
كيوهيون : نعم للأسف يا دكتورة .. هيا قوليها
سالي بغباء : أقول ماذا ؟؟
كيوهيون : لا تكوني هكذا ... فقط قوليها
سالي : لا أستطيع .. لقد سمعتها هذا يكفي ...
كيوهيون : لكنني أريد سماعها مرة أخرى .. سأغمض عيني حتى لا تخجلي
بالفعل أغمض كيوهيون عينيه و فتح قلبه ليسمع تلك الكلمة التي لطالما تاق أن يسمعها منها ..
سالي أنزلت رأسها و أغمضت عينيها و همست : أنا ... أ أحبك
كيوهيون فقط ابتسم و وضع يده على قلبه : و أنا أحبك أيضا ...أخيرا أتى هذا اليوم ... يا ليتني مرضت منذ زمن
سالي : لا تقل هذا كيونا ... أنت متعب عندما تمرض ..
كيوهيون : أظنني شفيت تماما الآن ... آآآه أشعر بالنشاط ..
سالي فقط ضحكت على تصرفه .. أزالت المنشفة من جبينه و أرادت أن تنهض من جانبه لكنه أمسك يدها و جذبها لتسقط إلى جانبه على السرير
كيوهيون : إلى أين يا آنسة ..؟؟
سالي : أنت قلتها ... لقد أصبحت بخير ... سأذهب للنوم ..
كيوهيون : نامي هنا الليلة ... أرجوك
سالي : موووووستحيل ... دعني أعود إلى غرفتي و غدا نقضي اليوم معا ليس لدي عمل
كيوهيون تمسك بها أكثر : لا تذهبي ... ماذا لو عاد لي المرض في الليل .. من سيعتني بي ؟؟
سالي : أوووه ... لا أفهم من أين تأتي بالأسباب بسهولة و تقنعني ...
كيوهيون : إذن ستبقين هنا ... يا للروعة .. أنا حقا بارع
سالي : فلتعفيني من سمفونية الغرور تشو كيوهيون ... لقد تعبت منها ..
كيوهيون : لكنك أصبحت مجنونة بها .. ( غمز لها ) هل نسيتي ؟؟
سالي بإحراج : يجب أن تنسى الأمر و لا تذكره ابدا
كيوهيون : أتمزحين حبي ... هذا أجمل ما في القصة
سالي : قصة ؟؟؟؟
كيوهيون و هو يتلاعب بيديه : قصة وقوع سالي الجميلة أفضل طبيبة في العالم في تشو كيوهيون .. يعني أنا ...
سالي : كيوهيون ... أفضل مغني في العالم
كيوهيون و هو يبتسم : من الجيد رؤية من يشاركني حلمي
سالي وهي تنظر لعينيه و تبتسم : وأنا أيضا ..
كيوهيون : حبي ؟؟؟
سالي :همممممم
جذبها كيوهيون لتضع رأسها على صدره و هو أدار يديه على كتفها : من اليوم و صاعدا ستبقين دائما إلى جانبي ... سألتصق بك كالغراء .. لا مجال للهرب
سالي : ما هذه الرومانسية كيونا .. الغراء .. و كأنني سأسمح بذلك ( انصتت بتمعن إلى نبضات قلبه المضطربة حيث تضع رأسها ) ... هلا وعدتني بشيء ؟؟
كيوهيون : أيَ شيء حبي ؟؟
سالي : أنت لن تتركني صحيح ... أعني ..
قاطعها كيوهيون الذي وضع اصبعه على شفتيها : إياك حتى أن تفكري في الموضوع .. فلتضعي ثقتك العمياء بي ... يكفي أنني انتظرت بما فيه الكفاية حتى تكوني لي .. كيف لي أن أترك قلبي و أرحل .. لا تفكري في الموضوع .. أبدا مفهوم ...
سالي : أنا احبك حقا كيونا ...ربما لأنني لم أعرف الحب يوما .. مشاعري اتجاهك رائعة و جميلة و لا أريدها أن تختفي .. لذلك سأعتمد على وعدك هذا و إلا سأقتلك ..
كيوهيون : آآه لقد ذكرتني ... أصبحت أخاف منك حقا ... أين تعلمت ذلك ؟؟
سالي : عندما أتيت لسيول .. كان يجب عليَ ذلك حتى اعيش مرتاحة البال ههههه
كيوهيون : هذا صحيح حبي ..
تثاءبت سالي ... كيوهيون : هل أنت متعبة ؟؟
سالي : مممم .. كثيرااا ..
قبلها على جبينها و أغمض عينيه : تصبحين على خير .. و إياك أن تحلمي بغيري مفهوم ؟؟؟
سالي : حااااااضر ... تصبح على خير
كيوهيون : أنا أحبك
سالي : و أنا أيضا ....
انتهى ~~