رواية: هوايتُه إزعَاجِي~ (الجزء #9)
>الجزء التاسع<
صرخت تايون بسعادة: “ياإلهي !! دعونا نحتفل لهذه المناسبة !”
ابتسمت جاي هي وعانقتها, فبادلتها تايون العناق.
في تلك الأثناء, كان كاي واقفًا بالقرب منهم ويشاهد أخته بغيرة.
ابتسمت تايون بسخرية له وهي لا تزال تعانق جاي هي.. لطالما أحبّت رؤية أخيها يشعر بالغيرة.
ابتعدت جاي هي عنها بابتسامة, ربتت تايون على كتفها: “لقد عملتي بجدٍّ, شكرًا لك.”
أصبحت عينا جاي هي أصغر من ابتسامتها الواسعة الخجولة.
رأى كاي ذلك فأشاح نظره بسرعة, حتى لا يلاحظ أحد وجهه الخجول أيضًا.
…: “جاي هي؟”
قال شخص هذا من خلفهم بتردد. التفتت جاي هي لترى شخصًا مألوفًا جدًا.
صمتت جاي هي لعدة ثوانٍ لتتذكره ..
التفت كاي أيضًا ورأى صديقه.
قال كاي: “أوه! سيهـ–”
لكن قاطعته جاي هي عندما جرت نحوه بسرعة وعانقت الفتى: “ثيهون-آه !!”
نظر كاي بصدمة وهو يفكّر: *هل تعرفه؟*
عانقته جاي هي بسعادة فابتسم سيهون لذلك أيضًا وهو يقول: “أجل, وأدعى سيهون.”
عبس كاي وهو يفكّر: *أوه سيهون .. أنت ميّت لا محالة..*
سألت جاي هي: “مالذي جاء بك إلى هنا؟”
قال سيهون بابتسامة صغيرة: “أتيت لأرى أداء صديقي.”
أومأت جاي هي ببطء. أكمل سيهون: “على كل حال, جاي هي! لقد بدوتِ جميلة حقًا بهذا الفستان. لم أعتقد بأن الفتاة التي ستكون أليس هي أنتِ ! هذه معجزة !!”
ابتسمت جاي هي بخجل وتمتمت: “شكرًا لك ..”
قال سيهون باستهزاء: “أومو !! منذ متى وجاي هي تتصرف بأنوثة ؟!”
ضربت جاي هي ذراعه بخفّة: “أنا أنثى دومًا !”
لم يستطع كاي التحمل والوقوف هناك بصمت, فتحدّث معهم أيضًا: “سيهون !!”
التفت سيهون وقال: “أووه, كاي !! لم أرك منذ زمن.”
ضربه كاي بخفّة: “لقد رأيتني بالأمس أيها الأحمق.”
وضع سيهون يده خلف رقبته بإحراج.
بعدها, بدأ كاي بالحديث مع سيهون عن بعض الأمور .. وجاي هي واقفة معهم بصمت وتستمع لهما.
…: “جاي هي !!!” صرخ شخص بهذا فجأة.
فتحت جاي هي عينيها بصدمة لكن سرعان ما تحوّلت ملامحها للعبوس: *هاقد بدأنا الإحراج الآن..*
التفتت جاي هي وهي تعرف من صاحب الصوت, لكنّه فاجأها بعناقه المفاجئ !
حاولت جاي هي الإفلات منه بصعوبة, لكن لم يكن هناك فائدة.
أتى سوهو ووضع يده على كتف تشانيول: “هل تنوي أن تخنقها ؟”
تراجع تشانيول وتركها بابتسامة رخيصة ويده خلف رقبته, قالت جاي هي: “شكرًا لك.. كدت أن أختنق لولم تأتي.” قالت هذا لسوهو.
قالت هذا ثم بدأت تنظر حولهم بحثًا عن شخص, وشعر سوهو بهذا فقال: “عمّن تبحثين؟”
جاي هي: “أين أبي؟ لقد رأيته معكم.”
أجاب سوهو: “آآه .. لقد طرأ شيء عاجل فغادر قبلنا.”
أومأت جاي هي بابتسامة صغيرة محبطة..
ربت سوهو على كتفها: “لا تقلقي, لقد قال بأنه سيحضّر مفاجأة حالما تعودين للمنزل, أراهن بأنه عاد مبكرًا لهذا السبب.” فأومأت جاي هي مرة أخرى.
ضحكت جاي هي على شيء قاله تشانيول, لكن لم تكن ضحكتها عالية جدًا, لكنها كانت كافية ليسمعها كاي.
كان سيهون يحكي له أمرًا, ولكن كاي لم يكن يستمع له وكان يحدّق بالجهة الأخرى.
شعر سيهون بشرود كاي فنظر حيث ينظر.. ورأى جاي هي.
أعاد سيهون نظره لكاي ورأى ابتسامة صغيرة على وجهه, فهزّ رأسه بعدم تصديق وضرب رأس كاي: “ياا !! بماذا تفكّر الآن ؟! وما هذه الابتسامة المريبة ؟”
تأوّه كاي وهو يمسك برأسه: “ياا, لست كذلك !”
تنهّد سيهون: “هه.. لقد كنت تراقبها بابتسامة وكأنك منحرف في الطريق, هل تعلم هذا؟ يبدو أنك لا تشعر بنفسك.”
صمت سيهون للحظة وقفزت فكرة برأسه: “هل هي الفتاة ؟!” ونظر لجاي هي بسرعة.
هزّ كاي كتفيه بلا مبالاة وقال: “ماذا تعتقد؟”
ابتسم سيهون: “أعتقد بأنها كذلك.”
تجاهله كاي وذهب لغرفة تبديل الثياب مرة أخرى ليعيد ثيابه.
وفي تلك الأثناء, كانت جاي هي لا تزال تتحدث مع إخوتها.
تأوّه تشانيول وقال بتذمّر: “أووه هيا جاي هي ! فقط صورة واحدة ! لم ترتدي فستانًا منذ مدة طويلة !”
قالت جاي هي بغضب: “وتريد واحدة أكثر ؟! لقد التقطتَ ما يقارب العشر صور الآن !”
أمسك تشانيول بذراعها: “أرجوكِ ! ستكون ذكرى جميلة !”
نظرت جاي هي لسوهو وقالت: “أرجوك أبعده عني .. أريد أن أذهب لأبدّل.”
تنهّد سوهو وسحب تشانيول من قميصه: “كفى الآن .. جاي هي تريد تبديل ثيابها, لنذهب !”
صرخ تشانيول من بعيد وهو يتبع سوهو: “إلى اللقاء~ نراكِ لاحقًا !”
لوّحت له بهدوء حتى اختفوا. ثم اتجهت لتأخذ ثيابها من حقيبتها.
تنهّدت وهي تفكّر: *يبدو أنه لا يعرف معنى الإرهاق ..* واتجهت لغرفة التبديل.
كانت على وشك أن تدخل الغرفة, لكن علق طرف الفستان بشيء.
نظرت للأسفل ووجدته كرسيًا خشبيًا مكسور الطرف.
شتمته برأسها وكانت تريد أن تنحني, لكن لم يساعدها الفستان الطويل بهذا.
حاولت أن تسحب الفستان منه, لكن حالما سحبته بقوّة قليلًا, سمعت صوت تمزّق القماش !
شهقت بخوف وهي تفكّر: *تبًا !! سأموت اليوم !!*
فجأة رأت يد شخص وقد حررت الفستان بلحظة.
رفعت جاي هي رأسها لتشكره لكن صمتت حالما رأت الشخص الذي تكرهه.
قالت بعبوس: “هه, إنه أنت..”
قال بصدمة: “ماذا ؟ لقد ساعدتك للتو لكن لم تشكريني حتى !”
تمتمت جاي هي: “شكرًا ..” وكانت ستسير بعيدًا, لكنه كان يدعس على طرف فستانها بهدوء.
التفتت وحدّقت به بحقد: “ياا !! أيها الطفل الأحمق !”
قال ببراءة: “ماذا؟”
نظرت لقدمه: “أنت تدعس على الفستان.”
قال: “حقًا ؟ أوه, أعتذر .. لم أراه.”
قالت باستهزاء: “حقًا ؟ اعقتدت بأن المنحرفين لديهم مدى رؤية جيد.”
ردّ عليها بسخرية أكثر: “هه, إذًا لابد أنك تعرفين المنحرفين جيدًا. أراهن بأنك منحرفة أيضًا.”
حدّقت به وقالت بغضب: “راقب كلماتك. أنت المنحرف هنا !”
نظر لها من أعلى رأسها وحتى أخمص قدميها وقال بهدوء: “وماذا ستفعلين إن كنتُ منحرفًا حقًا ؟”
قالت: “أنا أعرف عندما أراهم ومن الواضح أنك منهم.”
صمت كاي وهو ينظر لعينيها مباشرة بهدوء وبرود. فصمتت جاي هي فورًا.
مرّت ثوانٍ وهما لا يزالان يتبادلان النظرات .. وبدأ قلبها يعود للنبض بسرعة وكأنه في سباق.
رفع كاي يده فجأة وبعثر شعرها بلطف بابتسامة صغيرة..
قُطع حبل أفكارها ونظرت له بصدمة عندما قال: “اذهبي وبدّلي ثيابك قبل أن أساعدك بها.”
شعرت بالدم يتدفّق لوجهها بسرعة مما جعلها تحمرّ خجلًا من ذلك.
أبعد يده عن شعرها وغادر بعيدًا .. بعد رؤيته يغادر هزّت رأسها بالنفي لتطرد الأفكار.
كانت تصرخ برأسها: *ياإلهي !!! هل كان يبتسم ببراءة حقًا للتو ؟!!*
وضعت يدها على خدها وكان حارًا جدًا.
هزّت رأسها مرة أخرى: *توقّفي عن هذا التفكير! أنتِ لن تقعي أبدًا بحب ذلك المنحرف .. لحظة, أقع بحبه ؟!! مالذي أفكر به بحق الله ؟*
دخلت غرفة التبديل بسرعة.. وفي تلك الأثناء كان كاي يراقب تصرفاتها من بعيد منذ أن تركها.
بالأصح, لم يتركها أبدًا. كان يراقبها من بعيد فحسب وضحك بخفّة من تصرفاتها.
ابتسم وهو يفكّر: *لابد أن تقع بحبي أيضًا ..*
ابتسم لآخر مرة قبل أن يذهب ليقابل الآخرين ..
~~~~~~~
بعد أن بدّلت جاي هي ثيابها, طلبت الإذن من تايون لتعود لمنزلها. فوافقت تايون فورًا.
جمعت جاي هي حاجاتها قبل أن تعود للمنزل.
ألقت نظرة لساعة معمصها ورأت عقاربها السوداء تشير للساعة السادسة مساءً.
تنهّدت وهي تخرج من بوابة المدرسة: “آآآه, أشعر بالتعب جدًا ..”
كانت تنظر لخطى قدميها بشرود ولم تلاحظ الشخص الواقف أمامها, فاصطدمت به.
رفعت رأسها لتعتذر بسرعة لكنها غيّرت رأيها فورًا.
تنهّدت بإحباط: “أنتَ مرّة أخرى؟”
ابتسم كاي ابتسامة جانبية: “أجل إنه أنا. لماذا؟ هل تفتقدينني؟”
قالت بعبوس: “هه .. أفضّل أن أفقد الغوريلا بدلًا منك.”
ردّ عليها باستهزاء: “بالطبع يجب عليك ذلك. كيف للغوريلا أن تكره فصيلتها ؟”
حدّقت به وقالت: “ياا, أشعر بالتعب ولن أناقشك .. لذلك اغرب عن وجهي.” قالت بهذا وهي تبعده عنها وكأنه ذبابة.
أمسك كاي بمعصمها فورًا وقال: “لحظة !” فتجمّدت بمكانها فورًا.
فكّرت: *آآآش, مالمشكلة معي ؟! لماذا فزعت من هذا ؟*
قطعت حبل أفكارها فورًا وحاولت أن تبدو هادئة. أخذت نفسًا عميقًا وقالت: “ماذا؟ كيف أساعدك الآن ؟”
كانت تتوقع منه أن يقول شيئًا, لكنه أومأ على سؤالها.
سألته مرة أخرى: “ماذا تريد؟”
ألقى نظرة سريعة لساعة معصمه: “أريد شيئًا … لنذهب بسرعة! يجب أن نذهب الآن!”
قال هذا وسحبها خلفه بسرعة وهو يجري.
صرخت بصدمة: “ياا !! إلى أين نحن ذاهبون بحق الله ؟!”
قال وهو يجري: “فقط اتبعيني!”
تنهّدت جاي هي بيأس وقررت أن تتبعه بصمت ..
بعد مرور دقائق, قال كاي وهو يسحبها خلفه: “هيّا, إنها فقط بضعة أمتار أخرى.”
جاي هي: “لكن –”
أمسك بها وسحبها بالقوة خلفه. بعد عدة دقائق, وصلوا عند أحد الأنهار.
أصبحت تنظر للنهر بصدمة: *وااو !! أين هذا المكان؟*
همس كاي لها فجأة: “خيوط حذائك ..”
فعل هذا عندما رآها تنظر للنهر بإعجاب وصدمة.
تفاجأت جاي هي وابتعدت عنه فورًا. فحرّك كتفيه ببراءة.
انحنت جاي هي وربطت خيوط حذائها فورًا.
قال كاي فجأة: “ارفعي رأسك..”
رفعت جاي هي رأسها باستغراب ونظرت حيث ينظر.
فتحت عينيها حالما رأت النهر من زاوية مختلفة, وكانت هذه آخر دقائق قبل اختفاء الشمس.
أصبحت تنظر للخيوط الباقية من ضوء الشمس: *ياإلهي !! المكان جميل جدًا ..*
شعرت وكأن كل الإرهاق تلاشى عندما رأت المنظر.
ألقى كاي نظرة لها بجانبه, فابتسم عندما رأى أنها قد استعادت نشاطها.
كان ينظر لها ويفكّر: *عمل رائع, كاي..*
لم تشعر جاي هي بنظراته وكانت مشغولة بالتأمّل بالنهر.
قالت جاي هي بعد ثوانٍ من الصمت: “إنه يخطف الأنفاس حقًا..” مما جعله يقطع حبل أحلامه الوردية.
تلعثم وقال: “هاه؟ ماذا؟”
التفتت جاي هي له بابتسامة صغيرة وقالت: “لقد قلت أن المنظر يخطف الأنفاس.”
أومأ لها بهدوء .. جلست جاي هي على العشب الأخضر وعيناها معلقة بالأفق أمامها.
تبع كاي أفعالها وجلس بجانبها.
قالت جاي هي فجأة: “امم .. أيها المنحرف, هل من الممكن أن أسألك شيئًا ؟”
أجاب وهو ينظر للأمام: “ماذا؟”
سألت: “كيف عرفت هذا المكان؟ ولماذا أحضرتني هنا؟”
نظر كاي لها: “هذا ليس شيئًا واحدًا.”
تنهّدت وقالت: “هل من الممكن أن تجيب؟”
قال: “ماذا لو قلت بأنه أريد أن أحتفظ بالسبب لنفسي؟”
التفتت جاي هي له وقالت: “أووه, فقط أجبني !”
لكن حالما التفتت رأت بأنه ينظر لها بالفعل .. فأشاحت نظرها للأمام بسرعة وكأنها لم تلاحظ.
فكّرت: *عيناه .. إنها حقًا …. آآآش لا تفكري بهذا !*
قالت بانزعاج طفيف: “ياا, فقط أجبني بسرعة!” قالت هذا عندما رأت أنه استمر بالصمت.
قال: “ماهو سؤالك؟”
قالت: “لقد قلت كيف عرفت هذا المكان؟”
نظر كاي للأمام بشرود ..
>عودة للماضي: الساعة السادسة مساءْ<
“ياا !! أجاشي ! مالذي تفكر به بحق الله ؟!”
صرخ كاي ذو الـ16 عامًا بهذا لزوج والدته الذي كان ينوي سرقة ماله.
صرخ زوج والدته بغضب: “ماذا ؟! الآن أصبحت تجرؤ على الصراخ علي؟ أي نوع من الأبناء أنت ؟!”
وكانت تايون ذات الـ18 عامًا تقف هناك بالقرب منهم وتشاهد المشهد بصمت.
بدأت بالبكاء منذ أن بدأ الشجار .. أرادت بكل ما لديها أن تساعد كاي لكن كلما حاولت ذلك, كان كاي سيدفعها جانبًا حتى لا تتأذى.
صرخ كاي لتايون التي اقتربت: “كلا !! ابقي بعيدة. لا أريد أن تتدخلي !!”
لم تستطع فعل شيء ووقفت مكتوفة الأيدي, لذلك قررت أن تصبح شاهدة على نقاشهم فقط.
التفت كاي وقال للرجل أمامه: “هه, ابن؟ منذ متى وأنا ابنك؟ أووه, تقصد بأني أصبحت ابنك منذ أن تزوجت والدتي بسبب مالها؟ لابد أن الناس هذه الأيام مجانين حتمًا !”
قال هذا ثم ابتسم ابتسامته الساخرة الجانبية.
رفع زوج والدته ذراعه عاليًا بالهواء باستعداد لضربه وهو يقول: “ماذا ؟!!”
حدّق كاي وقال بغضب: “هل تريد ضربي؟ هه .. حتى والدي الحقيقي لم يضربني قطّ !”
ظهر صوت امرأة أخرى من الخلف: “ياا, كيم جونق إن !!”
فزعت تايون ونظرت لمصدر الصوت, وكذلك كاي.
فكّرت تايون وكاي بنفس اللحظة: *أومّا ..!*
اتجهت المرأة نحو كاي ..
كاد أن يقول: “أومّـ–“
*صفعة*
قُطعت كلمات كاي عندما تلقّى تلك الضربة على خدّه الأيمن مباشرة.
صرخت تايون بفزع: “جونق إن !!” وعينيها مفتوحة بصدمة !
وقف كاي متجمدًا بمكانه ورفع يده ببطء ليمسك بخدّه الأحمر قبل أن يلتفت لوالدته.
حالما تقابلت نظراته مع والدته, ابتسم ابتسامة جانبية بشكل غير متوقع !
استطاع أيضًا رؤية ابتسامة الانتصار على وجه والده.
قال كاي: “هه, لقد علمت أن هذا سيحدث, أومّـ– .. كلا, أقصد يا آنسة كيم! هل أنتِ حقًا والدتي الحقيقية أيضًا؟ إن كنتِ كذلك حقًا فكنتِ ستعلمين من المخطئ هنا !!”
قال كاي هذا بنفسٍ واحد قبل أن يمسك بمعطفه ويتجه نحو الباب.
أمسك بالمقبض ثم التفت وقال: “أوه, شيء آخر .. مبارك لك يا سيد كيم, لأنك فزت الآن. وعلى كل حال, هذه أول مرة تصفعني بها والدتي. أراهن بأنك راضٍ الآن صحيح؟ لذلك مبارك لك مرة أخرى..” قال هذا بابتسامة جانبية وتحوّلت للعبوس فورًا.
فتح الباب وخرج ثم أغلقه خلفه بأقوى ما لديه. وكأن الباب على وشك أن يُكسر.
لم تصدّق السيدة كيم ما حدث ! التفتت لتايون خلفها, لكن تايون حدّقت بها بحقد وعيناها مليئة بالدموع قبل أن تجري لغرفتها وتغلق الباب بقوّة أيضًا.
كانت لا تزال السيدة كيم واقفة بمكانها بصدمة: *ياإلهي .. ماذا فعلت ..؟!*
شعرت والدته بالدموع الحارة تتخذ مجراها على خدّيها.
وضع السيد كيم يده على كتفها وقال: “عزيزتـ–“
أبعدت السيدة كيم يده بخشونة وصرخت: “أبعد يديك القذرة عني !! لقد كنتُ أعلم بأمرك منذ البداية ! هل تعتقد بأني حمقاء وقد أنقلب ضد أبنائي ؟!! لقد رأيت كل ما فعلت !! كل شيء! جميع صديقاتي يخبرنني بأنهن رأينك مع امرأة أخرى !!”
سمعت تايون هذا من غرفتها, فغطّت جسدها الصغير باللحاف وهي تحاول حبس شهقاتها.
وقفت تايون بعدها أمام نافذة غرفتها وهي تنظر للشارع أمامها: *جونق إن .. أرجوك كن بأمان..*
في تلك الأثناء, أصبح كاي يحوم في الشوارع الشبه فارغة متسائلًا عن مكان ليبقى به حاليًا.
ولا يزال يشعر بالألم بخدّه.
لمس خدّه المتورم بخفّة: *ياإلهي .. لماذا لدى والدتي كفّ يدٍ كالصخر؟*
رأى كاي جروًا في نهاية الشارع وقدمه عالق في أحد فتحات المجاري.
اتجه كاي نحوه وساعده على الخروج من هناك.
هزّ الجرو جسده ليتخلّص من الماء. فضحك كاي بخفّة من لطافته.
بعدها, استوعب كاي بأن الشمس بدأت بالمغيب.
بينما كاي كان يحدّق في السماء للأعلى, شعر بفرو عند قدمه.
نظر للأسفل ورأى الجرو وهو يجرّ طرف بنطاله. انحنى كاي ووضع يده على رأس الجرو.
قال كاي: “أين والدتك أيها اللطيف؟”
نبح الجرو على كاي, فتراجع كاي بصدمة!
حاول كاي الإمساك بالجرو: “أووه, مالخطب؟”
لكن الجرو جرى بعيدًا. لم يعلم كاي لماذا, لكنه أصبح يلحق الكلب.
وصل كاي لمكان غير مألوف له.
لكن المكان كان جميلًا جدًا وبمنظر يخطف الأنفاس.
أصبح واقفًا أمام النهر الصافي الذي انعكست عليه ألوان غروب الشمس.
تسائل كاي: *أين هذا المكان؟*
شعر كاي مرة أخرى بالجرو بالقرب من قدمه, فنظر له وقال: “مرحبًا بك مرة أخرى.”
كان كاي لا يزال متفاجئًا من المنظر الجميل ونسى بالفعل ما حدث بالمنزل.
فجأة, قفز الجرو لحضن كاي. فابتسم كاي بخفّة لذلك.
استلقى كاي على العشب وترك الكلب فوق معدته.
كان الكلب صغيرًا وهزيلًا بعض الشيء, وبفرو بنّي اللون. ولم يكن هناك طوق حول رقبته, مما يعني أنه ليس ملكًا لأحد.
أمسك كاي بالجرو وقرّبه من وجهه وقال: “أعتقد بأننا نتشابه كثيرًا. فكلانا وحيد الآن.”
مرت ثوانٍ ولم يشعر كاي بنفسه وهو يغفو هناك..
بعد مرور دقائق طويلة, استيقظ كاي من غفوته عندما شعر بالجرو يلعق وجهه.
فتح كاي عينيه ورأى الجرو اللطيف مرة أخرى.
جلس كاي مرة أخرى وعاد ليحدّق بالسماء. غابت الشمس وخيّم الظلام.
فكّر كاي بأنه يجب عليه العودة للمنزل الآن بما أنه هدأ قليلًا بعدما أتى هنا.
وقف كاي وبدأ يسير. لكن فجأة, أتى الجرو الصغير أمامه وكان ينبح بلا توقف.
ابتسم كاي بخفّة وأمسك بالجرو بين يديه بحذر, فتوقف الجرو عن النباح.
ابتسم كاي: “أعتقد بأنك ملك لي الآن..”
حالما وصل كاي للمنزل, وجد والدته تبكي بحرقة ..
شعر بقلبه يتحطّم من ذلك.. ولم يستطع تجاهل حقيقة أنه يكره رؤية والدته تبكي.
بكائها يحرقه كالنار, رؤية والدته تبكي لـ3 أشهر متواصلة بسبب وفاة والدته.
بعد هذه الـ3 أشهر, وجدت رجلًا يستبدل والده ..
كان كاي سعيدًا لرؤية ابتسامة والدته مجددًا .. وسار الأمر جيدًا في البداية, لكن تحطّم كل شيء عندما رأى والده يلهو مع امرأة أخرى ..
وما جعل الأمر أسوأ, هو أن كل الأموال التي تجنيها والدته كان ينفقها هو بلا مبالاة.
استجمع كاي قوّته مرة أخرى وجلس بجانب والدته, وتنحنح ليلفت نظرها.
رفعت والدته رأسها بصدمة من ذلك والتفتت لترى كاي !
حالما رأته, تشكّلت ابتسامة صغيرة يائسة على محياها.
عانقته والدته فورًا. وبادلها كاي العناق أيضًا.
تمتم كاي: “أنا أعتذر .. أعدك بأني لن أجعلك بهذه الحالة مرة أخرى..”
قالت والدته: “كلا, جونق إن .. لقد كان خطأي منذ البداية.”
قال: “ماذا تقصدين ؟”
تنهّدت والدته وقالت: “لو لم أتزوج هذا الرجل الأحمق, فلن تكون عائلتنا بهذه الحالة..”
قال كاي باستغراب: “رجل .. أحمق؟”
ابتعدت والدته وقالت: “أجل. في الحقيقة لقد علمت بشأن كل ما يفعله من خلفي. لكنني خائفة فقط من خسارة رجل آخر في حياتي.”
ابتسم كاي وقال ببراءة: “أومّا, أنا رجل, وسأبقى معك للأبد.”
قرصت السيدة كيم خدّ ابنها وقالت: “أنت رجل صغير, ولا تزال فتى بعيني.”
ابتسم كاي وضحك بخفّة, وعانق والدته مرة أخرى.
عاد ليعانقها لأنه يريد إخفاء الدموع التي تهدد بالسقوط بأي لحظة ..
سألته والدته: “مالخطب؟”
قال كاي وهو يحاول أن يكون صوته طبيعيًا: “لا شيء .. فقط, أتمنى بأنك ستبقين سعيدة هكذا. هل من الممكن أن تعديني؟”
تأثرت والدته بكلمات ابنها, فربتت على ظهره ليطمئن.
قالت بابتسامة صغيرة: “سأفعل.”
شدد كاي عناقه وتمتم: “شكرًا ..”
كانت لا تزال والدته تربت على ظهره.
…: “احمم, هل لا أزال فردًا من العائلة أم لا؟!”
أتى صوت مفاجئ من خلفهم مما أفسد اللحظة. ابتعد كاي عن والدته ليرى أخته الكبرى واقفة هناك بابتسامة مازحة.
ضحك كاي ومسح دموعه على الفور: “نونا ..”
اتجهت تايون نحوهما, وبدل أن تعانق كاي عانقت والدتها.
تساقطت دموعها أيضًا حالما عانقت والدتها .. فربتت الأم على ظهر ابنتها أيضًا: “اهدأي .. لا داعي للدموع..”
قالت تايون: “أشعر بالسعادة لسعادتك ..”
ابتسمت السيدة كيم وقالت: “أنا سعيدة لأن كلاكما معي.” ثم سحبت كاي لعناقهم أيضًا.
سمعوا صوت نباح كلب بالقرب منهم فجأة !
ابتعدت تايون بفزع وقالت: “ياإلهي .. ما هذا ؟!”
تذكّر كاي أمر الجرو الصغير فابتسم بإحراج وقال: “لقد أصبح لدينا فرد جديد في العائلة, امم .. آمل بأنكم لن تمانعوا.”
أمسك كاي بالجرو ووضعه أمام أخته ووالدته.
نظرت كلُ من السيدة كيم وتايون للجرو اللطيف أمامهما.
قالتا معًا: “إنه لطيف !!”
قالت تايون بحماس: “ماذا سيكون اسمه ؟”
قال كاي بتفكير: “اممم … آآه! مونقو !! أجل, هذا لطيف !” قالها بفخر.
هزّت تايون رأسها بالنفي: “أنت حقًا لا تبدو لديك فكرة عن مدى غرابة هذا الاسم .. لكن في الحقيقة يبدو لطيفًا ..”
أخذت تايون الجرو البنيّ من يدي كاي. فضحك كاي باستهزاء عليها.
نظرت السيدة كيم لابنها كاي برضى .. وردّ كاي لها تلك الابتسامة بخجل.
منذ تلك الليلة, عادت أوضاع عائلته لتستقرّ برفقة أخته الكبرى ووالدته فقط..
>عودة للحاضر<
أجابها كاي بدون أن ينظر لها: “لنقل فقط بأن صديقًا صغيرًا عرفني على هذا المكان.”
نظرت جاي هي له: “صديق صغير؟”
ابتسم كاي ورفع رأسه للسماء: “أجل, صديق صغير يدعة مونقو ..”
زفرت جاي هي وعادت لتنظر للنهر. كانت الشمس ستختفي في هذه الدقائق.
في تلك اللحظة, تذكّرت بأنها تريد سؤال كاي سؤالًا آخر.
قالت جاي هي: “كاي ..”
تفاجأ كاي وصُدم عندما نادته جاي هي باسمه بدلًا من “المنحرف” أو ما شابه ..
لكنه استطاع على إبقاء ملامحه الباردة.
لم تستوعب جاي هي أنها نادته باسمه, لذلك استمرّت بالتحديق بالنهر وقالت: “سأسئلك سؤالًا آخر, أرجوك أجبه بجديّة. وبدون مزاح !!”
أومأ كاي بصمت لها وقال: “أيًا كان .. اسأليني بسرعة قبل أن أغيّر رأيي..”
سألت جاي هي بتردد: “امم .. مالذي جعلك تحضرني هنا؟”
شعر كاي بالتوتّر من سؤالها هذا .. وسألها: “هل أنتِ متأكدة بأنك تريدين معرفة الجواب؟”
التفتت جاي هي له وقالت بانزعاج: “ألا تستطيع الإجابة وحسب؟”
أجاب كاي: “حسنًا, لا أعلم لماذا, لكن شيء بداخلي أخبرني بأنه يجب أن أحضرك هنا.”
قفز قلبها بعدّة نبضات متتالية ..
تلعثمت جاي هي: “مـ-ماذا تقصد؟”
فكّرت: *تبًا!! لماذا تلعثمتُ أمامه ؟!* وحاولت أن تبدو طبيعية.
ابتسم كاي عندما سمعها تتلعثم بلطف.
قال: “أخبرتك. لا أعلم السبب.”
استجتمعت جاي هي قوّتها وسألته: “هل أنت متأكد؟” قالت هذا بابتسامة خبيثة.
التفت كاي وقال بريبة: “ماذا تعنين, وما هذه الابتسامة الغريبة؟”
قال هذا ثم عاد لينظر للنهر..
قالت جاي هي: “أم أنك …” وصمتت لمدة.
قال كاي بانزعاج: “أم أنني ماذا, أيتها الغوريلا ؟”
قالت جاي هي بمزاح: “أم لأنك معجب بي؟”
أجل, لقد كانت تبدو كالمزحة. لقد في الحقيقة, كان قلبها يخفق بجنون بداخلها.
فتح كاي عينيه بصدمة حالما سألته ذلك.
فكّرت جاي هي عندما رأت ردة فعله: *أووه, هل بالغت ؟*
تغيّرت ملامحه فجأة وبُدّلت إلى ابتسامة خبيثة: “ماذا لو قلت .. نعم ؟”
ابتلعت جاي هي ريقها بصعوبة وأصبح دورها لتُصدم.
ضربت ذراعه بمزاح وضحكت ضحكة مصطنعة: “يـ-ياا ! لقد كنتُ أمزح فقط .. هههه~”
لم تصدّق ما سمعته للتو .. نظرت له لتتأكد وأصبحوا يتبادلون النظرات.
حاولت أن تشيح نظرها عنه, لكن عيناه كان جذّابة جدًا ونظرته التي قد تبدو باردة للبعض.
نظرت للأمام بتوتر. ليس لأنها تكرهه, لكن لأنها لم تستطع مواجهته.
عضّت شفتها السفلية وهي تفكّر: *مبارك لك جاي هي, لقد حفرتي قبرك بنفسك..*
سمعت فجأة ضحكته العالية !
التفتت بصدمة ورأته يضحك بهستيرية حتى أنه استلقى على العشب من قوة الضحك !!
قطّبت جاي هي حاجبيها باستغراب: *ماذا دهاه؟*
نظرت حولها بحثًا عن حصاة صغيرة. وجدت واحدة وأصبحت تحدّق به وهو لا يزال يضحك !
حدّقت به للمرة الأخيرة ورمت الحصاة على ظهره كعقاب له.
تأوّه كاي بألم ووضع يده على ظهره حيث الضربة, وجلس على العشب أخيرًا.
حدّق بجاي هي بغضب: “ياا !!”
قالت ببراءة: “ماذا ؟”
أمسك بالحصاة وقال: “لقد رميتيها علي, صحيح ؟!”
قالت: “كلا.” ثم نظرت للأمام وتجاهلته.
اقترب كاي فجأة بابتسامة خبيثة وهمس بالقرب من أذنها: “حقًا ؟”
التفتت بسرعة له بصدمة ورأت وجهه بالقرب منها, ففتحت عينيها بصدمة !!
قالت بصدمة: “كـ-كيف —”
لكن قُطعت كلماتها عندما هجم بيديه عليها وبدأ يدغدغها.
“ياا !! ياا !! توقف !!!”
قالت جاي هي هذا بين ضحكاتها العالية وكاي لا يزال يدغدغها.
أصبحت تحاول الإفلات منه لكن بلا فائدة, حتى أنها أصبحت مستلقية على الشعب وتضحك بهستيرية.
قالت بين ضحكاتها: “أرجوك –أنا– سيغشى علي !!!”
حاولت أن تهرب منه لكنه أمسك بها مرة أخرى وأكمل: “اعتذري أولًا !”
قالت بين ضحكاتها: “حسنًا — أنا أعتذر !! -لقد فعلتها –أعتذر !”
أبعد كاي يديه وقال بابتسامة انتصار: “جيد ..”
بقيت جاي هي على العشب وهي تلتقط أنفاسها, وبدأت تمسح دموعها من الضحك.
بعد دقائق, استجمعت جاي هي قوتها مرة أخرى وجلست.
عانقت ركبتيها لصدرها وعادت لتنظر للنهر, وابتسامة صغيرة مرسومة على وجهها.
تمتم كاي: “أعتذر..”
شعرت جاي هي بالغرابة من اعترافه المفاجئ هذا.
التفتت له: “لماذا الاعتذار ؟”
صمت لوهلة قبل أن يجيب: “لا شيء.. فقط أعتذر..” فأدارت عينيها بملل.
عمّ الصمت الغريب بينهما لدقائق, حتى قطعه رنين هاتفها.
ردّت جاي هي على الهاتف: “أجل أوبا ؟”
قال تشانيول بقلق في الطرف الآخر: “ياا, أين أنتِ ؟! إنها السابعة مساءً الآن !! أين أنتِ بحق الله ؟!”
ابتسمت جاي هي ابتسامة صغيرة وقالت: “أنا في الجنة الآن .. لا تقلق.”
قطّب تشانيول حاجبيه باستغراب وقال: “الجنة؟ اممم … من معك؟”
ألقت جاي هي نظرة لكاي بجانبها, وكان ينظر لها بالفعل بفضول.
ابتسمت جاي هي بسخرية وأجابته: “أنا مع عجوز منحرف.”
صرخ تشانيول بفزع: “ماذا ؟!!! ياا !! هل أنتِ بكامل قواكِ العقلية الآن ؟!! جنة ؟! عجوز منحرف ؟!! أخبريني بسرعة أين أنتِ وماذا تفعلين ؟!”
ضحكت جاي هي: “اهدأ اهدأ .. لقد كنتُ أمزح, أنا أمام نهر برفقة كاي المعروف بـ”المنحرف”.”
قال تشانيول: “أووه~ كاي ؟” وكانت السعادة واضحة بصوته.
قطّبت جاي هي حاجبيها: “لماذا صوتك هكذا ؟”
لم يجبها تشانيول بل قال: “لا شيء~ فقط لا تقلقي وعودي للمنزل بأمان, إلى اللقاء إذًا. أوه صحيح! حظًا موفقًا بموعدكم ~”
صرخت جاي هي: “ماذا ؟!!” لكن تشانيول قد أغلق الخط بالفعل.
نظرت للهاتف بصدمة قبل أن تدخله بجيبها بإحراج بسرعة ..
تمتمت جاي هي: “أعتقد بأني سأعود للمنزل الآن .. لقد بدأو يقلقون عليّ.”
وقفت جاي هي بسرعة: “شكرًا لإرشادي لهذا المكان.”
التفتت لتذهب, لكن وقف كاي فورًا وقال: “ياا , انتظري !!”
التفتت جاي هي له باستغراب. فقال: “هل من الممكن أن أوصلك؟”
شعرت بقلبها يعود للنبض بقوة: *إن فعل هذا .. أعتقد بأن قلبي سينفجر بأي لحظة ..*
قالت جاي هي بعناد: “ماذا إن رفضت؟”
ابتسم كاي ابتسامة جانبية: “أعتبر هذه موافقة..”
هزّت كتفيها بلا مبالاة وعادت للسير وهو بجانبها.
كان ينظر لها بين الحين والآخر, لكن ملامحها كانت باردة فقط وتسير بصمت.
توقفت جاي هي عندما رأت طريقان أمامها, أحدهما لليمين والآخر لليسار.
حاولت أن تتذكر أي طريق أتت منه, لكنها فشلت بذلك.
قررت أن تتجه للطريق الأيمن لكن أوقفها كاي عندما سحبها لتعود بجانبه فورًا !
رفع كاي حاجبه: “إلى أين تعتقدين بأنك ذاهبة؟”
قالت بملل: “إلى المنزل أيها الأحمق !”
قال كاي: “وهل منزلك في المقبرة ؟” قال هذا وأشار للطريق الأيمن.
نظرت جاي هي بعينين مفتوحة للطريق الأيمن !!
كانت في بداية الممر المظلم, بعدها أمسكت بكاي واختبأت خلفه فورًا بدون أن تشعر من الفزع !
أصبحت تختبئ خلفه وهي ممسكة بقميصه, وهو ينظر لها بصدمة واستغراب من فعلها المفاجئ !
أجل, إنها جبانة جدًا .. لكن هناك أمر واحد هو أكثر ما تخافه: الأشباح.
تلعثم كاي بصدمة: “يـ-ياا .. ماذا تفعلين ؟!”
سحبته بسرعة للطريق الآخر وتمتمت: “لـ-لنكمل السير …”
شعر كاي بالغرابة من نبرة صوتها المفاجئة .. لكنه قرر تجاهل الأمر.
مشى كاي بضعة خطوات, وكان يعتقد بأنها ستطلقه وتمشي بطبيعية, لكنها كانت لا تزال ممسكة بقميصه من الخلف ويدها ترتجف بخفة.
بعد السير لعدة دقائق, وصلوا أمام منزلها.
التفت كاي للخلف: “ياا, لقد وصلنا ..”
رفعت رأسها ببطئ وتركته فورًا وهي تتنحنح بإحراج وابتسامة رخيصة على محياها..
قطّبت كاي حاجبيه باستغراب: *في البداية كانت مرهقة, ثم أصبحت خائفة, والآن سعيدة مرة أخرى؟*
وضعت يدها خلف رقبتها وتمتمت: “انسى ما حدث قبل قليل.. حسنًا ؟”
تنهّد كاي .. لم تكن لديه رغبة بالنقاش فصمت.
التفت ليذهب في طريقه, لكن أوقفته جاي هي مرة أخرى: “انتظر !”
التفت كاي, قالت جاي هي بابتسامة: “شكرًا على كل شيء..”
أومأ بخفة, عاد مرة أخرى أمامها وجعلها تلتفت ودفعها بخفّة نحو باب المنزل.
قال: “فقط ادخلي بسرعة ..”
وقفت جاي هي بمكانها عند عتبة الباب وتشاهده وهو يغادر ..
فكّرت: *لماذا أصبح هكذا فجأة؟ هل يريد التخلص مني بسرعة؟*
تنهّدت ودخلت المنزل, ورحّب بها تشانيول بابتسامة سخرية.
ابتسمت جاي هي بخفّة له قبل أن تتجه لغرفتها مباشرة.
همس سوهو لتشانيول: “يبدو بأنها ليست بمزاج جيد ..”
أصبح الاثنان ينظران لها وهي تدخل الغرفة.
مرّت الليلة بسلام, ونامت بهدوء بعدها من الإرهاق ..
-نهاية الجزء #9-