رواية: هوايتُه إزعَاجِي~ (الجزء #18)
>الجزء الثامن عشر<
كان الوقت يمضي بسرعة في كل مرة تكون جاي هي بها برفقة كاي.
كل شيء كان مثاليًا لهما هذه الفترة..
مرّت 3 أسابيع بالفعل منذ موعدهما.
كان كلاهما سعيدًا وراضيًا جدًا عن الآخر, لكن حتى أتى هذا اليوم ..
وكزت بورا ذراع جاي هي لتلفت انتباهها: “جاي هي, ألن تذهبي برفقة كاي اليوم؟”
هزّت جاي هي كتفيها بخفة وقالت بكسل: “لا أعلم. هل رأيتيه اليوم؟”
صمتت بورا بتفكير لوهلة قبل أن تهزّ رأسها بالنفي بغرابة.
صمتت جاي هي وهي تفكّر بما أخبرها كاي قبل عدة دقائق.
كان قد أرسل لها رسالة تخبره بأنه ظهر اجتماع مفاجئ لأعضاء نادي التمثيل.
شعرت جاي هي بالحيرة في البداية, أليست عضوةً معهم في النادي أيضًا ؟
إذًا لماذا لم تتم دعوتها ؟ هل ربما نسوا أمرها ؟
هزّت رأسها لتطرد هذه الأفكار وقررت أن تسير للمنزل لوحدها اليوم.
لوّحت جاي هي بيدها لبورا: “تستطيعين الذهاب الآن. سأبقى هنا قليلًا.”
قالت بورا بقلق: “لوحدك ؟؟”
صمتت بورا قليلًا قبل أن تبتسم بفهم لجاي هي: “أهاا, تريدين أن تنتظري كاي حتى يخرج صحيح ؟!”
وضعت جاي هي يدها خلف رقبتها وقالت: “أجل .. نوعًا ما..”
ابتسمت بورا وهي تلوّح لجاي هي: “حسنًا, كوني حذرة ولا تتأخري.”
شاهدت جاي هي بورا وهي تختفي عن نظرها في سيارتها.
حالما اختفت بورا, شعرت جاي هي باهتزاز هاتفها إشارة لوجود رسالة.
وجدتها رسالة من كاي, ففتحها فورًا وبدأت تقرأها:
(قابليني في غرفة النادي.)
تسللت الابتسامة لمحياها قبل أن تعود بسرعة لمبنى المدرسة وتتجه مباشرة لغرفة النادي.
لم يكن هناك الكثير من الطلاب في الممرات بما أنه مرّت نصف ساعة بالفعل منذ أن رنّ الجرس معلنًا نهاية الدوام..
وصلت جاي هي أمام غرفة النادي وهي تلهث بتعب من الجري.
رأت أن الباب مفتوحٌ قليلًا وهذا ما جعلها تتوقف في مكانها فورًا.. !
رأت في الداخل شخصًا مألوفًا جدًا .. لكنّها هزّت رأسها لتطرد تلك الأفكار.
بدأت تفكّر: *ربما هذه الفتاة لديها صوت مشابه لها فقط …*
بدأت الأفكار تتضارب برأسها .. لكنها تجاهلتها فورًا.
قررت أن تسترق السمع للشخصين في الداخل قبل أن تقاطعهما.
اختبأت خلف الباب وهي تراقبهما من الداخل, حتى مع أن أحدهما كان ظهره مقابلًا لها, إلا أنها تعرفت عليه فورًا.
كانت قد فتحت عينيها بصدمة وهي تراقب المشهد أمامها !
>عودة للماضي<
كان كاي يتبادل أطراف الحديث مع دي أو, حتى أتته رسالة من رقم مجهول فجأة..
(اجتماع عاجل لأعضاء نادي التمثيل الساعة الـ3 عصرًا اليوم.)
قرأ كاي هذه الرسالة بصمت.
حاول دي أو إلقاء نظرة عليها, لولا أن أدخل كاي هاتفه بجيبه فورًا.
قال دي أو بسخرية: “أووه, لابد أنها من جاي هي, هااه ؟”
ضحك كاي باستهزاء وتجاهل دي أو.
غيّر دي أو الموضوع وقال: “على كل حال, سأعود للمنزل الآن. إلى اللقاء !”
قال هذا وهو يلوّح لكاي وخرج بسرعة من المبنى.
أصبح كاي يراقب دي أو بهدوء وهو يمشي مغادرًا ثم رفع حقيبته إلى كتفه.
أخرج هاتفه وهو يحدّق بالهاتف بريبة: *أليس هو أيضًا عضو في النادي؟ لماذا لم تصله رسالة أيضًا ؟*
تنهّد بإحباط وتمتم لنفسه: “تأتي هذه الرسالة الحمقاء عندما أردت إيصال الغوريلا للمنزل .. آآش..”
قرر كاي أن يرسل لجاي هي رسالة يعتذر بها عن عدم إيصالها اليوم لمنزلها.
بعد أن أرسلها, ألقى نظرة للنص وهو يفكّر: *لكنها عضوة أيضًا الآن وسأقابلها بعد قليل ..*
تجاهل الأمر وحاول أن يتناساه.
بدأ يفكّر: *لكن لماذا يبدو أنني الوحيد الذي استلم هذه الرسالة المجهولة؟*
بدأ كاي يسير نحو غرفة النادي ورأسه مليء بالأسئلة المجهولة.
فكّر: *قد تكون تايون, إنها دائمًا ما تغيّر هاتفها .. أجل قد تكون هي ..*
أدخل هاتفه بحقيبته بعدها.
حالما وصل النادي, فتح الباب باعتيادية ودخل متوقعًا تايون أن تكون بالداخل, لكن لم يكن هناك أحد.
كانت الأضواء مغلقة, تردّد في فتحها في البداية, لكن بعد أن سمع صوتًا هناك هرع للداخل.
اتجه ببطء نحو مصدر الصوت, وفتح عينيه بصدمة مما رأى !
سقطت حقيبته من كتفه وأسرع بسرعة نحو ذلك الجسد المرمي على الأرض !
هزّ كتف ذلك الشخص: “تـ-تشورونق !”
لكن لم تكن هناك أي إجابة.
أبعد خصلات شعرها الملتصقة على وجهها الشاحب ..
كان مترددًا للحظة, إما أن يساعدها أو يغادر.
لكنه فتى, ومن المفترض أن يساعد ويحمي الفتاة أيًا تكون !
رفع تشورونق للأريكة السوداء بالقرب منهم وجعلها تجلس هناك.
وبينما كان كاي مشغولًا بتشورونق وقد نسي أمر حقيبته على الأرض؛ تسلل شخص آخر وأمسك حقيبته ببطء وحذر لكي لا يصدر أي صوت.
بحث الفتى في حقيبة كاي بسرعة ووجد هاتفه: *حمدًا لله !*
ابتسم بخبث وهو يلقي نظرات سريعة بين كاي ولوحة مفاتيح هاتفه وهو يكتب.
بحث في قائمة أسماء كاي, حتى وجد الاسم المطلوب.
ضغط على زر الإرسال أخيرًا, وعضّ شفته بتوتر وهو يدخل الهاتف بسرعة ويبتعد ليختبئ مرة أخرى..
وهنا كانت اللحظة التي تلقّت جاي هي بها الرسالة من كاي !
كانت تشيهون يراقب كاي بانتصار وهو يحاول إيقاظ تشورونق بكل الطرق ويحاول معرفة ما بها!!
لكن هناك أمر غريب؛ فلم ترتسم الابتسامة المنتصرة على وجهه على الرغم من شعوره بالسعادة..
أغلق تشيهون عينيه وهو يفكّر: *هل أنا أفعل الشيء الصحيح ؟ لماذا أشعر وكأن هناك شخصين متعاكسين يتناقشان في عقلي الآن ؟*
كان كاي لا يزال يحاول إيقاظ تشورونق: “ياا, تشورونق! هل تسمعينني ؟”
فتحت تشورونق عينيها ببطء حتى وجدته أمامها.
حاولت أن تمنع نفسها من أن تبتسم وترسم ملامح الحزن والألم على وجهها..
استقامت وعانقته فورًا متظاهرةً بالخوف لتخفي قناعها الكاذب.
تجمّد كاي بمكانه من الحركة المفاجئة !!
وكانت هذه هي اللحظة التي وصلت جاي هي بها لغرفة النادي وشاهدت المشهد أمامها.
كانت تراقب تشورونق وهي تعانق كاي فقط.
>في الحاضر<
وقفت جاي هي خلف الباب متجمّدة كالتمثال.
شعرت بالدموع تغرق عينيها ببطء: *ربما يتدربون لأجل مسرحية ..؟*
عضّت شفتها وهي تدخل ببطء, لكنهم لم يلاحظوها بعد.
حاولت أن تتقدم ببطء وتحاول أن تلفت نظرهم, لكن جسدها أبى أن يتحرّك وعيناها رفضت الابتعاد عنهما.
سمعت كاي وهو يتلعثم بتوتر: “تـ-تشورونق ..!”
شعرت بقلبها يتحطّم لقطع وبغضبها بدأ يرتفع ويزداد.
قبضت على يدها بقوّة حتى كادت تشعر بأظافرها تنغرس بكفّ يدها.
ابتعد تشيهون خطوة واحدة من مخبئه, لكنه توقّف فورًا وأصبح ينظر لجاي هي واقفة هناك وهي تحدّق بكاي وتشورونق.
شعر بتأنيب الضمير يجتاحه ويأكل كيانه فورًا ..
فكّر تشيهون: *مالذي فعلتُه بحق الله ؟!*
كان مترددًا في أن يتقدم نحوها أم لا.
كان من المفترض أن يقوم هو بدور البطل ويبعدها عنهم, لكن جسده أبى أن يتحرك خطوة واحدة نحوها ..
أراد تشيهون أن يتقدّم نحوها ويدفعها للخارج, لكن أوقفه صوتٌ ما وجعله يعود لمخبئة على الفور !
عضّ تشيهون شفته بحزن: *أنا آسف جاي هي, لكن ليس هذه المرة ..*
تحدّث كاي ببرود أخيرًا وكسر الصمت القاسي: “ماذا تفعلين ؟”
عضّت جاي هي شفتها بقوّة وهي تفكّر بحقد: *توقّف عن سؤالها أيها المغفل وأبعدها !!*
حاولت أن تخفي دموعها وتبعد كل تلك الأفكار, لكن بعد رؤيتهما هكذا لم تستطع فعل أي شيء.
قالت تشورونق بحزن وهدوء مصطنع: “كاي … كنتُ خائفة .. لقد اشتقت لك ..”
بقي كاي صامتًا, بينما شهقت جاي هي بصدمة !!
وضعت جاي هي يدها على فمها بسرعة, والتفتت فورًا لتجري خارج الغرفة.
لم تضيّع لحظة واحدة لأنها لم تستطع أن تكمل ما تراه وتنصدم أكثر !
سمع كاي تلك الشهقة الخافتة وأبعد ذراعي تشورونق الملتفّة حول جسده فورًا !
لم تعد تشورونق لتعانقه, بل تركته وهي تبتسم ابتسامة خبيثة.
قالت لكاي باستهزاء فجأة: “مالذي تبحث عنه, كاي ~؟ ”
التفت كاي لها فورًا من تغيّر نبرتها المفاجئة, أصلحت تشورونق خصلات شعرها فورًا.
عادت تشورونق لتبدو بمظهرها الطبيعي على عكس مظهرها قبل دقائق.
نظر كاي لها بحقد وقال: “مالذي تفكرين به بحق الله ؟!!”
وقفت تشورونق من على الأريكة بجانبه وهي تصلح مظهرها: “كيف كان تمثيلي؟ أليس مثاليًا ؟ إن خروجي من النادي لخسارة كبيرة, صحيح؟”
قالت هذا وابتسمت ابتسامة جانبية لكاي.
ضغط على أسنانه وهو يفكّر: *كان علي أن أعرف خُدع هذه الساحرة ..*
شعر بالسخف والحماقة لتصديقه لها.
التفت كاي حالما سمع صوت خطوات خلفه, ورأى تشيهون وهو يمشي باعتيادية نحوهما ويداه بجيبه.
فتح كاي عينيه بصدمة واستغراب !!
قال كاي: “أخبروني مالذي يحصل هنا بحق الله ..!!”
شعر بأنه مغفّل لطرحه لهذا السؤال.
ضحك تشيهون باستهزاء ووقف أمام كاي تمامًا. كانت وجوههما متقابلة وهما يحدّقان ببعضهما بحقد.
ابتسم تشيهون ابتسامة جانبية, ولم يستطع كاي كتم غضبه وأراد أن يلكمه بأي طريقة !
صرخ كاي بغضب: “أخبرني مالذي يحدث قبل أن —”
قاطعته تشورونق: “قبل ماذا؟ قبل أن تضربه وتلقّنه درسًا ؟”
لم يلقي كاي لها نظرة واستمرّ بحرب النظرات مع تشيهون وقال بغضب: “أجل !”
لم تمرّ لحظة منذ أن قال هذا, حتى أرسل لكمة قوية لتشيهون جعلته يسقط على الأرض.
فتحت تشورونق عينيها بفزع: *تشيهون !!*
شهقت بصدمة وتراجعت للخلف لتبتعد عنهما قليلًا, وشعرت بشرارة تنتشر في جسدها عندما رأت تشيهون مطروحًا على الأرض بسبب لكمة كاي القوية له !
تقدّم كاي لتشيهون وأمسك بياقة قميصه قبل أن يبدأ بلكمه بأقوى ما يملك في قبضته.
بدأ أنف تشيهون ينزف وكذلك شفاهه وقد تورّم خداه, لم يلاحظ كاي أيًا من هذا وكان الغضب يعميه عن كل شيء ..!
كان يحاول أن يهدئ من غضبه بضرب تشيهون ..
كاد أن يلكمه مرة أخرى لولا أوقفه صراخُ تشورونق القوي: “توقّف !!”
توقّف كاي عن لكمه, لكن لا يزال ممسكًا بياقة قميصه وهو يتنفّس بسرعة ولم يزحزح عيناه عنه.
قالت تشورونق بضعف: “دعه يذهب..” وكان صوتها به نبرة من الرجاء.
زفر كاي بقوّة قبل أن يطلق تشيهون بقوّة.
اصطدم رأس تشيهون مرة أخرى بالأرض وتأوّه بألألم.
لكنّ الغريب في الأمر هو أن تشيهون ترك المجال لكاي ليلكمه مع أنه قادر على إيقافه ولكمه أيضًا !
لكنه لم يتحرّك إنشًا واحدًا ولم يبعد كاي عنه أو يوقفه !
وقف كاي وهو ينفض يديه ويأخذ أنفاسًا عميقة.
اقتربت تشورونق من تشيهون بخوف: “تشيهون-آه …”
شعر كاي بالسوء قليلًا بسبب الإصابات اللي سببها له.
تذكّر فجأة ما حدث قبل قليل وشهق: *جاي هي !!!*
سمع تشيهون شهقة كاي وعلم بأنه تذكّر أمر جاي هي.
جلس تشيهون بصعوبة على الأرض الخشبية: “ياا ..”
التفت كاي له وحدّق بنظرات قاتلة له.
قال تشيهون فجأة: “اذهب وجدها قبل فوات الأوان.” مما جعل تشورونق تنظر له بصدمة !
قالت تشورونق بصدمة له: “مالذي تتفوّه به؟”
ألقى تشيهون نظرة سريعة لتشورونق وأومأ لها بخفّة قبل أن يعيد نظره لكاي.
قال تشيهون بجديّة: “هل تسمعني؟ قلتُ لك اذهب و جِدها, مالذي تنتظره؟! أنتَ محظوظ حقًا لامتلاكك لها ! إن لم ترد أن تخسرها للأبد فاذهب الآن ولا تجعلها تفلت من بين يديك !”
كان كاي ينظر له بعدم تصديق أيضًا وريبة, وشعور الغضب قد تلاشى عنه.
فكّر كاي: *مالذي يفكّر به ؟ هل هذا تمثيل أيضًا ؟!*
لكن بعد أن رأى حالة تشيهون, طرد كل تلك الأفكار.
وقف تشيهون أخيرًا ورمى شيئًا لكاي, التقطه كاي فورًا واستوعب بأنها حقيبته.
فكّر كاي بصدمة: *كيف حصل على حقيبتي ؟*
ابتسم تشيهون ابتسامة جانبية وهو يمسح بعض الدماء عن وجهه: “توقّف عن التحديق بالحقيبة واذهب للّحاق بها, وسنكمل هذا لاحقًا.”
جرى كاي بسرعة بدون أي نقاش آخر تاركًا تشيهون لوحده برفقة تشورونق بالغرفة.
الآن, كل ما كان يفكّر به هو موقع جاي هي فقط.
أخرج هاتفه من حقيبته بينما يجري بسرعة عبر الشوارع واتصل بها فورًا.
لكن بالطبع, لم يكن هناك جواب.
حاول الاتصال بها مرّات عديدة لكن لم يكن أي جواب من الطرف الآخر.
كان يدعو بداخله: *أرجوكِ أجيبي ..*
-نهاية الجزء #18-
>الجزء الثامن عشر<
كان الوقت يمضي بسرعة في كل مرة تكون جاي هي بها برفقة كاي.
كل شيء كان مثاليًا لهما هذه الفترة..
مرّت 3 أسابيع بالفعل منذ موعدهما.
كان كلاهما سعيدًا وراضيًا جدًا عن الآخر, لكن حتى أتى هذا اليوم ..
وكزت بورا ذراع جاي هي لتلفت انتباهها: “جاي هي, ألن تذهبي برفقة كاي اليوم؟”
هزّت جاي هي كتفيها بخفة وقالت بكسل: “لا أعلم. هل رأيتيه اليوم؟”
صمتت بورا بتفكير لوهلة قبل أن تهزّ رأسها بالنفي بغرابة.
صمتت جاي هي وهي تفكّر بما أخبرها كاي قبل عدة دقائق.
كان قد أرسل لها رسالة تخبره بأنه ظهر اجتماع مفاجئ لأعضاء نادي التمثيل.
شعرت جاي هي بالحيرة في البداية, أليست عضوةً معهم في النادي أيضًا ؟
إذًا لماذا لم تتم دعوتها ؟ هل ربما نسوا أمرها ؟
هزّت رأسها لتطرد هذه الأفكار وقررت أن تسير للمنزل لوحدها اليوم.
لوّحت جاي هي بيدها لبورا: “تستطيعين الذهاب الآن. سأبقى هنا قليلًا.”
قالت بورا بقلق: “لوحدك ؟؟”
صمتت بورا قليلًا قبل أن تبتسم بفهم لجاي هي: “أهاا, تريدين أن تنتظري كاي حتى يخرج صحيح ؟!”
وضعت جاي هي يدها خلف رقبتها وقالت: “أجل .. نوعًا ما..”
ابتسمت بورا وهي تلوّح لجاي هي: “حسنًا, كوني حذرة ولا تتأخري.”
شاهدت جاي هي بورا وهي تختفي عن نظرها في سيارتها.
حالما اختفت بورا, شعرت جاي هي باهتزاز هاتفها إشارة لوجود رسالة.
وجدتها رسالة من كاي, ففتحها فورًا وبدأت تقرأها:
(قابليني في غرفة النادي.)
تسللت الابتسامة لمحياها قبل أن تعود بسرعة لمبنى المدرسة وتتجه مباشرة لغرفة النادي.
لم يكن هناك الكثير من الطلاب في الممرات بما أنه مرّت نصف ساعة بالفعل منذ أن رنّ الجرس معلنًا نهاية الدوام..
وصلت جاي هي أمام غرفة النادي وهي تلهث بتعب من الجري.
رأت أن الباب مفتوحٌ قليلًا وهذا ما جعلها تتوقف في مكانها فورًا.. !
رأت في الداخل شخصًا مألوفًا جدًا .. لكنّها هزّت رأسها لتطرد تلك الأفكار.
بدأت تفكّر: *ربما هذه الفتاة لديها صوت مشابه لها فقط …*
بدأت الأفكار تتضارب برأسها .. لكنها تجاهلتها فورًا.
قررت أن تسترق السمع للشخصين في الداخل قبل أن تقاطعهما.
اختبأت خلف الباب وهي تراقبهما من الداخل, حتى مع أن أحدهما كان ظهره مقابلًا لها, إلا أنها تعرفت عليه فورًا.
كانت قد فتحت عينيها بصدمة وهي تراقب المشهد أمامها !
>عودة للماضي<
كان كاي يتبادل أطراف الحديث مع دي أو, حتى أتته رسالة من رقم مجهول فجأة..
(اجتماع عاجل لأعضاء نادي التمثيل الساعة الـ3 عصرًا اليوم.)
قرأ كاي هذه الرسالة بصمت.
حاول دي أو إلقاء نظرة عليها, لولا أن أدخل كاي هاتفه بجيبه فورًا.
قال دي أو بسخرية: “أووه, لابد أنها من جاي هي, هااه ؟”
ضحك كاي باستهزاء وتجاهل دي أو.
غيّر دي أو الموضوع وقال: “على كل حال, سأعود للمنزل الآن. إلى اللقاء !”
قال هذا وهو يلوّح لكاي وخرج بسرعة من المبنى.
أصبح كاي يراقب دي أو بهدوء وهو يمشي مغادرًا ثم رفع حقيبته إلى كتفه.
أخرج هاتفه وهو يحدّق بالهاتف بريبة: *أليس هو أيضًا عضو في النادي؟ لماذا لم تصله رسالة أيضًا ؟*
تنهّد بإحباط وتمتم لنفسه: “تأتي هذه الرسالة الحمقاء عندما أردت إيصال الغوريلا للمنزل .. آآش..”
قرر كاي أن يرسل لجاي هي رسالة يعتذر بها عن عدم إيصالها اليوم لمنزلها.
بعد أن أرسلها, ألقى نظرة للنص وهو يفكّر: *لكنها عضوة أيضًا الآن وسأقابلها بعد قليل ..*
تجاهل الأمر وحاول أن يتناساه.
بدأ يفكّر: *لكن لماذا يبدو أنني الوحيد الذي استلم هذه الرسالة المجهولة؟*
بدأ كاي يسير نحو غرفة النادي ورأسه مليء بالأسئلة المجهولة.
فكّر: *قد تكون تايون, إنها دائمًا ما تغيّر هاتفها .. أجل قد تكون هي ..*
أدخل هاتفه بحقيبته بعدها.
حالما وصل النادي, فتح الباب باعتيادية ودخل متوقعًا تايون أن تكون بالداخل, لكن لم يكن هناك أحد.
كانت الأضواء مغلقة, تردّد في فتحها في البداية, لكن بعد أن سمع صوتًا هناك هرع للداخل.
اتجه ببطء نحو مصدر الصوت, وفتح عينيه بصدمة مما رأى !
سقطت حقيبته من كتفه وأسرع بسرعة نحو ذلك الجسد المرمي على الأرض !
هزّ كتف ذلك الشخص: “تـ-تشورونق !”
لكن لم تكن هناك أي إجابة.
أبعد خصلات شعرها الملتصقة على وجهها الشاحب ..
كان مترددًا للحظة, إما أن يساعدها أو يغادر.
لكنه فتى, ومن المفترض أن يساعد ويحمي الفتاة أيًا تكون !
رفع تشورونق للأريكة السوداء بالقرب منهم وجعلها تجلس هناك.
وبينما كان كاي مشغولًا بتشورونق وقد نسي أمر حقيبته على الأرض؛ تسلل شخص آخر وأمسك حقيبته ببطء وحذر لكي لا يصدر أي صوت.
بحث الفتى في حقيبة كاي بسرعة ووجد هاتفه: *حمدًا لله !*
ابتسم بخبث وهو يلقي نظرات سريعة بين كاي ولوحة مفاتيح هاتفه وهو يكتب.
بحث في قائمة أسماء كاي, حتى وجد الاسم المطلوب.
ضغط على زر الإرسال أخيرًا, وعضّ شفته بتوتر وهو يدخل الهاتف بسرعة ويبتعد ليختبئ مرة أخرى..
وهنا كانت اللحظة التي تلقّت جاي هي بها الرسالة من كاي !
كانت تشيهون يراقب كاي بانتصار وهو يحاول إيقاظ تشورونق بكل الطرق ويحاول معرفة ما بها!!
لكن هناك أمر غريب؛ فلم ترتسم الابتسامة المنتصرة على وجهه على الرغم من شعوره بالسعادة..
أغلق تشيهون عينيه وهو يفكّر: *هل أنا أفعل الشيء الصحيح ؟ لماذا أشعر وكأن هناك شخصين متعاكسين يتناقشان في عقلي الآن ؟*
كان كاي لا يزال يحاول إيقاظ تشورونق: “ياا, تشورونق! هل تسمعينني ؟”
فتحت تشورونق عينيها ببطء حتى وجدته أمامها.
حاولت أن تمنع نفسها من أن تبتسم وترسم ملامح الحزن والألم على وجهها..
استقامت وعانقته فورًا متظاهرةً بالخوف لتخفي قناعها الكاذب.
تجمّد كاي بمكانه من الحركة المفاجئة !!
وكانت هذه هي اللحظة التي وصلت جاي هي بها لغرفة النادي وشاهدت المشهد أمامها.
كانت تراقب تشورونق وهي تعانق كاي فقط.
>في الحاضر<
وقفت جاي هي خلف الباب متجمّدة كالتمثال.
شعرت بالدموع تغرق عينيها ببطء: *ربما يتدربون لأجل مسرحية ..؟*
عضّت شفتها وهي تدخل ببطء, لكنهم لم يلاحظوها بعد.
حاولت أن تتقدم ببطء وتحاول أن تلفت نظرهم, لكن جسدها أبى أن يتحرّك وعيناها رفضت الابتعاد عنهما.
سمعت كاي وهو يتلعثم بتوتر: “تـ-تشورونق ..!”
شعرت بقلبها يتحطّم لقطع وبغضبها بدأ يرتفع ويزداد.
قبضت على يدها بقوّة حتى كادت تشعر بأظافرها تنغرس بكفّ يدها.
ابتعد تشيهون خطوة واحدة من مخبئه, لكنه توقّف فورًا وأصبح ينظر لجاي هي واقفة هناك وهي تحدّق بكاي وتشورونق.
شعر بتأنيب الضمير يجتاحه ويأكل كيانه فورًا ..
فكّر تشيهون: *مالذي فعلتُه بحق الله ؟!*
كان مترددًا في أن يتقدم نحوها أم لا.
كان من المفترض أن يقوم هو بدور البطل ويبعدها عنهم, لكن جسده أبى أن يتحرك خطوة واحدة نحوها ..
أراد تشيهون أن يتقدّم نحوها ويدفعها للخارج, لكن أوقفه صوتٌ ما وجعله يعود لمخبئة على الفور !
عضّ تشيهون شفته بحزن: *أنا آسف جاي هي, لكن ليس هذه المرة ..*
تحدّث كاي ببرود أخيرًا وكسر الصمت القاسي: “ماذا تفعلين ؟”
عضّت جاي هي شفتها بقوّة وهي تفكّر بحقد: *توقّف عن سؤالها أيها المغفل وأبعدها !!*
حاولت أن تخفي دموعها وتبعد كل تلك الأفكار, لكن بعد رؤيتهما هكذا لم تستطع فعل أي شيء.
قالت تشورونق بحزن وهدوء مصطنع: “كاي … كنتُ خائفة .. لقد اشتقت لك ..”
بقي كاي صامتًا, بينما شهقت جاي هي بصدمة !!
وضعت جاي هي يدها على فمها بسرعة, والتفتت فورًا لتجري خارج الغرفة.
لم تضيّع لحظة واحدة لأنها لم تستطع أن تكمل ما تراه وتنصدم أكثر !
سمع كاي تلك الشهقة الخافتة وأبعد ذراعي تشورونق الملتفّة حول جسده فورًا !
لم تعد تشورونق لتعانقه, بل تركته وهي تبتسم ابتسامة خبيثة.
قالت لكاي باستهزاء فجأة: “مالذي تبحث عنه, كاي ~؟ ”
التفت كاي لها فورًا من تغيّر نبرتها المفاجئة, أصلحت تشورونق خصلات شعرها فورًا.
عادت تشورونق لتبدو بمظهرها الطبيعي على عكس مظهرها قبل دقائق.
نظر كاي لها بحقد وقال: “مالذي تفكرين به بحق الله ؟!!”
وقفت تشورونق من على الأريكة بجانبه وهي تصلح مظهرها: “كيف كان تمثيلي؟ أليس مثاليًا ؟ إن خروجي من النادي لخسارة كبيرة, صحيح؟”
قالت هذا وابتسمت ابتسامة جانبية لكاي.
ضغط على أسنانه وهو يفكّر: *كان علي أن أعرف خُدع هذه الساحرة ..*
شعر بالسخف والحماقة لتصديقه لها.
التفت كاي حالما سمع صوت خطوات خلفه, ورأى تشيهون وهو يمشي باعتيادية نحوهما ويداه بجيبه.
فتح كاي عينيه بصدمة واستغراب !!
قال كاي: “أخبروني مالذي يحصل هنا بحق الله ..!!”
شعر بأنه مغفّل لطرحه لهذا السؤال.
ضحك تشيهون باستهزاء ووقف أمام كاي تمامًا. كانت وجوههما متقابلة وهما يحدّقان ببعضهما بحقد.
ابتسم تشيهون ابتسامة جانبية, ولم يستطع كاي كتم غضبه وأراد أن يلكمه بأي طريقة !
صرخ كاي بغضب: “أخبرني مالذي يحدث قبل أن —”
قاطعته تشورونق: “قبل ماذا؟ قبل أن تضربه وتلقّنه درسًا ؟”
لم يلقي كاي لها نظرة واستمرّ بحرب النظرات مع تشيهون وقال بغضب: “أجل !”
لم تمرّ لحظة منذ أن قال هذا, حتى أرسل لكمة قوية لتشيهون جعلته يسقط على الأرض.
فتحت تشورونق عينيها بفزع: *تشيهون !!*
شهقت بصدمة وتراجعت للخلف لتبتعد عنهما قليلًا, وشعرت بشرارة تنتشر في جسدها عندما رأت تشيهون مطروحًا على الأرض بسبب لكمة كاي القوية له !
تقدّم كاي لتشيهون وأمسك بياقة قميصه قبل أن يبدأ بلكمه بأقوى ما يملك في قبضته.
بدأ أنف تشيهون ينزف وكذلك شفاهه وقد تورّم خداه, لم يلاحظ كاي أيًا من هذا وكان الغضب يعميه عن كل شيء ..!
كان يحاول أن يهدئ من غضبه بضرب تشيهون ..
كاد أن يلكمه مرة أخرى لولا أوقفه صراخُ تشورونق القوي: “توقّف !!”
توقّف كاي عن لكمه, لكن لا يزال ممسكًا بياقة قميصه وهو يتنفّس بسرعة ولم يزحزح عيناه عنه.
قالت تشورونق بضعف: “دعه يذهب..” وكان صوتها به نبرة من الرجاء.
زفر كاي بقوّة قبل أن يطلق تشيهون بقوّة.
اصطدم رأس تشيهون مرة أخرى بالأرض وتأوّه بألألم.
لكنّ الغريب في الأمر هو أن تشيهون ترك المجال لكاي ليلكمه مع أنه قادر على إيقافه ولكمه أيضًا !
لكنه لم يتحرّك إنشًا واحدًا ولم يبعد كاي عنه أو يوقفه !
وقف كاي وهو ينفض يديه ويأخذ أنفاسًا عميقة.
اقتربت تشورونق من تشيهون بخوف: “تشيهون-آه …”
شعر كاي بالسوء قليلًا بسبب الإصابات اللي سببها له.
تذكّر فجأة ما حدث قبل قليل وشهق: *جاي هي !!!*
سمع تشيهون شهقة كاي وعلم بأنه تذكّر أمر جاي هي.
جلس تشيهون بصعوبة على الأرض الخشبية: “ياا ..”
التفت كاي له وحدّق بنظرات قاتلة له.
قال تشيهون فجأة: “اذهب وجدها قبل فوات الأوان.” مما جعل تشورونق تنظر له بصدمة !
قالت تشورونق بصدمة له: “مالذي تتفوّه به؟”
ألقى تشيهون نظرة سريعة لتشورونق وأومأ لها بخفّة قبل أن يعيد نظره لكاي.
قال تشيهون بجديّة: “هل تسمعني؟ قلتُ لك اذهب و جِدها, مالذي تنتظره؟! أنتَ محظوظ حقًا لامتلاكك لها ! إن لم ترد أن تخسرها للأبد فاذهب الآن ولا تجعلها تفلت من بين يديك !”
كان كاي ينظر له بعدم تصديق أيضًا وريبة, وشعور الغضب قد تلاشى عنه.
فكّر كاي: *مالذي يفكّر به ؟ هل هذا تمثيل أيضًا ؟!*
لكن بعد أن رأى حالة تشيهون, طرد كل تلك الأفكار.
وقف تشيهون أخيرًا ورمى شيئًا لكاي, التقطه كاي فورًا واستوعب بأنها حقيبته.
فكّر كاي بصدمة: *كيف حصل على حقيبتي ؟*
ابتسم تشيهون ابتسامة جانبية وهو يمسح بعض الدماء عن وجهه: “توقّف عن التحديق بالحقيبة واذهب للّحاق بها, وسنكمل هذا لاحقًا.”
جرى كاي بسرعة بدون أي نقاش آخر تاركًا تشيهون لوحده برفقة تشورونق بالغرفة.
الآن, كل ما كان يفكّر به هو موقع جاي هي فقط.
أخرج هاتفه من حقيبته بينما يجري بسرعة عبر الشوارع واتصل بها فورًا.
لكن بالطبع, لم يكن هناك جواب.
حاول الاتصال بها مرّات عديدة لكن لم يكن أي جواب من الطرف الآخر.
كان يدعو بداخله: *أرجوكِ أجيبي ..*
-نهاية الجزء #18-