انيووو صبايا
اليوم موعدكم مع البارت القبل الاخير من روايتي ملاك الجليد
كوماوايو لكل المتابعين يلي شجعوني بردودهم الحلوة واستمرو معي من البداية وبرضو للمتابعين من خلف الكواليس ع الصامت
جد شكرا كتير الكم لولاكم ما كنت انهيت الرواية
كتييير حلو معكم وان شاء الله يتكرر تاني برواية جديدة
ما بدي اتاخر عليكم اكتر ، اتركم مع
البارت التاســع والعشـريــن :
مضت عدة أيام كانت هادئة ، كل يوم نسخة طبق الأصل عن اليوم الذي قبله ، مملة بطيئة لا شيء فيها جديد
حتى أطل ذلك الصباح ، استيقظت مرهقة وبصعوبة تمكنت من النهوض لارتداء ملابسها وتخرج للعمل
مرت عليها ساعات العمل بطيئة كالموت ، مرهقة كأنها سنوات ، أخيراً طلبت منه الأذن للمغادرة
شيون بقلق : هل انت بخير ؟
دايانغ بتعب : مولا ، أشعر بالارهاق
شيون : اذن لنذهب معاً
دايانغ : الى اين ؟
شيون : الى المشفى بالتأكيد ، لنتأكد من صحتك
دايانغ : ليس الأمر ضرورياً انه مجرد ارهاق ، ولا أشكو من اي شيء اخر
شيون : لنذهب لنطمئن عليك فقط
استسلمت لاصراره وذهبا معاً الى المشفى ، بعد دقائق خرج الطبيب مبشراً
الطبيب : مبارك لكما
شيون : لماذا ؟؟
الطبيب : زوجتك حامل سيدي ، اتمنى ان يتم الأمر بخير لكما ^ ^
دايانغ : شينشااا !!
الطبيب : اجل مبارك ، اعذراني الان
نظر كلاهما للاخر بغير تصديق وسرعان ما ضمها اليه بسعادة ، بعد الكثير من الايام المرهقة أخيراً هناك ما يفرحه
عاد كلاهما محملين بالخبر السعيد لوالديه فطارت السيدة هانا من الفرح وضمتها بحب وسعادة
اما السيد لي هونغ ، نظر اليهما بحده : هل هذه كذبة جديدة ؟
السيدة هانا تلكزة : يبوو لا تكن هكذا
شيون : بالتأكيد ليست كذبه ، حفيدك الأول في طريقه
حاول الظهور متزناً لكن الابتسامة أبت الا ان تفضح سعادته وتحطم عناده مما جعل الجميع ينخرط بضحك طويل على مظهره
شيون : ابي .. هل ستغفر لنا الان ؟
السيد لي هونغ : سأفعل ليس من أجلك ، فقط من اجل حفيدي لا أريدة ان يكبر ويظن انني جد سيء
عاد الجميع للضحك وهم بقرارة نفسهم يعلمون ان تلك لم يكن سوى حجة يحمي بها السيد لي غرورة ، فقد كان قلبه أكثر حناناً ويرغب بالغفران لكن عناده منعه ..
في اليوم التالي ، وتحديداً في قاعة المحاضرة ، بصعوبة كانت تحاول التركيز لكن بلا فائدة
ذلك الفتى المزعج ، يستمر بالنظر اليها ، وكلما تقابلت عينيهما أهداها غمزة تقفز بقلبها عالياً ثم يعود ليهوي على أرضية حبه
تأففت بضجر من حركاته اللعوبة وهي تتوعده بعقلها ان يندم بعد انتهاء المحاضرة ، وهذا ما حدث بالفعل
ما ان خرج الأستاذ حتى خرجت مسرعة وهو لحق بها لكنها تجاهلته مما ازعجه وجعله يلح أكثر عليها طالباً الاهتمام
توقفت ونظرت اليه ببرود : ماذا تريد ؟
دونغهي : لماذا تتجاهلينني ؟
جا اون : لانك مجنون
دونغهي بابتسامته الأخاذة : مجنون بحبك صدقيني ..
وهكذا مجدداً يضرب قلبها بقطرات من كلمات الحب ، ولا يكون منها سوى ان تتورد وجنتيها وتبعد نظرها عنه حتى لا تنصهر بحرارة نظراته
دونغهي : جا اونييي حبيبتي ، جميلتي الخجولة ، ملاكي الذي هبط من السماء نعمة يمن علي القدر بها
أعادت نظرها اليه ترجوه ان يتوقف ، خجلها ، ضعف قلبها امام غزله المجنون ولهفة عينيه اللتين لا تكتفيان من تأملها ..
اوقف كلماته وصول هيوك ومي سن مما جعله ينفث بضجر
دونغهي : لماذا تأتيان دائماً في الوقت الخاطئ -_-
مي سن : ياا اياك ان تكون قد أزعجت جا اون
دونغهي : لا شأن لك انت ايتها الصعلوكة
هيوك : يااا ابتعد عن حبيبتي والا ندمت
دونغهي : اذن ابعدها عني انها تزعجني
جا اون : لنذهب تبدون كالأطفال -_-
دونغهي يجرها : تعالي معي انتي
جا اون : يااا
مي سن : الى اين تأخذها
كادت تلحق بهما لولا يد هيوك التي التفت على كتفها وسحبتها لتصتدم بصدره فتتوقف رغماً عنها
مي سن : ما .. ماذا ؟؟
هيوك يهمس باذنها : دعيهما وابقي معي انا ، لا تهتمي بأحد غيري ..
مي سن بخجل : نحن في منتصف الطريق ..!
أدار جسدها لتقابله وهي كدمية آلية يحركها كما يشاء ، نظرت اليه والخجل يلتهمها منه ، من ذراعيه الممسكتان بها ، مهما مضى من وقت لازال جسدها يرتعش بضعف امام لمساته ..
كاد أن يتكلم ، لكن أحداقة اتسعت فجأة حتى كادت عينيه تخرج من محجرهما تجمد دون حراك وهو ينظر خلفها مما جعلها تنظر للخلف
حدث ذلك أمام عينيه ، ولم يتمكن سوى من النظر ، تلك الكرة الطائشة التي خرجت من الملعب وكادت تصتدم بجا اون
لكن دونغهي انتبه فأبعدها بسرعة ليتلقاها بصدره ، ما ان تمكنت جا اون من استيعاب ما حدث حتى جثت على ركبتيها بجانبه هو الذي نزل الى الأرض ممسكاً بصدره
اسرع هيوك ومي سن اليه ، كان يشد اغلاق عينيه ويتألم بصمت قبل ان تباغته نوبة السعال البغيضة بشدة
صمد لدقائق وهم يمسكونه قبل ان ينهار أرضاً مغماً عليه ، نقل بسرعة الى المشفى ، وبعد وقت ليس بطويل كانت عائلته بأكملها مجتمعة في المشفى ينتظرون خروج ليتوك
خرج أخيراً بوجهه المتجهم ، احمق ذلك الذي لم يفهم ما يوحي به وجهه الكئيب والقهر يملؤه
انقض عليه هيوك : ما الأمر كيف هو حاله ؟؟
ليتوك : ليس جيداً ، يجب ان نجري العملية بأسرع وقت
شيون : بوو ؟ أي عملية ؟؟
ليتوك : لا يمكنكم اخفاء الأمر أكثر
السيدة هانا بقلق : شيبال ما الذي تتحدث عنه ؟
ليتوك بحزن : دونغهي مصاب بالتهاب حاد في مكان الجرح في رئتيه
السيد لي هونغ : اي جرح هذا الذي تتحدث عنه ؟!
هيوك بصوت مختنق : أنا سأشرح لكم ..
ليتوك : هو الان نائم تحت تأثير المخدر ، سأجهز لاجراء العملية بعد يومين سنبقيه في المشفى خلالهما
جا اون بقلق : هل يمكنني الدخول عنده ؟
ليتوك : بهدوء ، حاذري من ازعاجه
جا اون : اراسو
جلس هيوك بمواجهة والديه وشيون والبقية ، تلك المواجهة التي كان يهرب منها منذ عامين
حان الوقت لتكشف كل الأوراق ، دقت ساعة الحقيقة تطالبه بالظهور بعد اختبائها لعامين كاملين على مضض
السيد لي هونغ : ما الذي يحدث هنا ؟؟
هيوك : هل تذكرون قبل عامين ، عندما ذهبنا انا ودونغهي الى اسبانيا برحلة سياحية ، في الشهرين الأخيرين عندما كنت اتواصل معكم وحدي وانتم تستمرون بالسؤال عن دونغهي
السيدة هانا : كنت تقول انه مشغول بشيء ما في كل مرة أسأل عنه بها !
هيوك : في الحقيقة ، كان في المشفى ، بعد ان اصبنا بحادث سيارة جعله طريح الفراش لشهرين كاملين قبل ان يتماثل للشفاء
السيدة هانا والدموع في عينيها : ما الذي تقوله !!!!
هيوك : كانت اصابته خطرة على عكس اصابتي ، بعد شهرين تمكن من النهوض بعد اجراء عملية لرئتيه التي جرحت بأحد اضلاع صدره المكسورة
ثم عدنا الى كوريا وقد اتفقنا على اخفاء الأمر حتى لا نسبب لكم القلق ، لكن القدر لم يشأ ان يترك الأمر يمر بذلك
منذ ذلك الوقت ونحن نتردد الى المشفى بعد ان علمنا ان جرح عمليته قد اصيب بالتهاب داخلي بسبب خطأ ما
ليتوك يكمل عنه : والان علينا ان نجري له عملية خطيرة لكنها السبيل الوحيد لانقاذه
انتفض هيوك بين يدي شيون القوية التي امسكته من قميصه بغضب عارم وهيوك مستسلم تماماً بين يديه
شيون : أيها الغبي ، وتخبرنا بهذا الأمر الان ؟؟ أين كان قلبك حتى تتركنا كالحمقى وهو يموت بين يدينا ؟؟؟
لم يتكلم فقط اكتفت دموعه بالنزيف من عينيه ، لا تسأله عن قلبه ، فقد تحطم تحت ثقل العذاب الذي كان يعاني منه ..
اسرعت اليه مي سن تمسك يده تحاول ابعاده بضعف وهي الأخرى تبكي بشدة وشيون لا يلقي لها بالاً
مي سن : شيبال اتركه ، لقد عانى هو الاخر في هذين العامين ، كان يتحمل مشقة ألمه ولومه لنفسه وحيداً ، شيبال اتركه
رق قلبه لدموع أخيه وكلمات مي سن فتركه بينما سقط هيوك على الأرض كطفل يتيم لا يوجد من يواسيه سوى مي سن التي اخفته بين ذراعيها بعيداً عن الأعين اللوامة التي تحيط به
اما السيدة هانا لم يكن منها سوى السقوط أرضاً مغشياً عليها ، وقع الخبر على قلبها كصاعقة مدمرة
زلزال قلب كل ما فيها وقسم ظهرها لتسقط بضعف ، حيث أسرع الجميع اليها خوفاً على حالها ..
حل المساء كئيباً ، لونه الداكن يصور تماماً ما في قلوبهم جميعاً وهم يجلسون حول دونغهي الذي للتو بدأ يستيقظ
السيد لي هونغ بقلق : بني هل انت بخير ؟؟؟
نظر اليه طويلاً دون اجابة ، تحول نظره الى جميع الجالسين حوله ليدرك تماماً معنى نظراتهم ، لقد علموا بالحقيقة المفجعة ..
نهضت اليه والدته لتضمه باكية ، تقبله بحنان وترويه بدموعها معتذرة عن تقصيرها ، كيف تدعو نفسها أماً وهي لم تشعر بألم صغيرها كل هذا الوقت
دونغهي وهو يضمها : اوماا توقفي عن البكاء
السيدة هانا : بياانييه ، بيااانييه
لم تقل شيئاً ، فقط استمرت بالاعتذار المبلل بدموعها فتحمله ألماً فوق ألمه الجسدي وهو يراقبها ويحاول التخفيف عنها ..
بعد ان هدأ الوضع ، وبعد جدال طويل بمن يبقى معه الليلة في المشفى كان هيوك المسيطر فيه غادر الجميع وبقي هيوك معه
نظر الى وجه أخيه الشاحب ، تلك الضربة حركت الألم في صدره فجردته من كل قوته وأردته جسداً ضعيفاً
هيوك بقلق : هل تشعر انك بخير حقاً ؟
دونغهي بابتسامة : دييه
هيوك : بيانييه
دونغهي : لماذا الاعتذار ، لاكون أكثر صدقاً اشعر ببعض الراحة ، فقد علموا بالحقيقة أخيراً ، كثيراً ما خفت من هذه اللحظة
ان يباغتني الموت قبل ان اتمكن من توديعهم جيداً ، قبل أن أحظى بعناق حار من والدتي أعتذر فيه عن رحيلي
هيوك : يااا انت لن ترحل ، ستشفى وتبقى معنا لنتلقى العقاب معاً لإخفائنا الحقيقة كل ذلك الوقت
دونغهي : ههههههههههه سيكون ظلماً ان اتركك تواجهه وحدك
هيوك : هههههههههههههههههههه بالتأكيد لذلك تأكد ان تعود لتشاركني به ، هناك الكثير من الأشياء لازال علينا فعلها معاً
دونغهي : هيوكي ، أرجوك سامحني لقد عانيت كثيراً بسببي
هيوك : سأسامحك عندما تنهض بصحة جيدة بعد العملية
ابتسم دونغهي ابتسامة صغيرة كرد على كلامه ، بينما نهض هيوك ليرتب له فراشه ويغطيه جيداً
هيوك : يجب ان تستريح الان ، تصبح على خير
دونغهي : وانت أيضاً
صباح اليوم التالي ، استيقظ بسبب أشعة الشمس المزعجة ، نظر حوله فلم يجد هيوك لكنه عثر على ورقة تركها لها هيوك معتذراً لذهابه الى الجامعة
تناول الفطور الذي أحضرته له الممرضة وأجرت له الفحص الدوري ، ثم ما لبث ان غادرت دقائق حتى طرق الباب وأطلت بوجهها الملائكي
دونغهي متعجباً : ما الذي جاء بك في مثل هذا الوقت ؟؟
جا اون ببرود : اذا كان حضوري يزعجك سأغادر ..!
دونغهي بابتسامة : بالطبع لا
اقتربت لتجلس على السرير بجانبه محاولة تجاهل نظرات الاعجاب التي يطوقها بها ، حتى لو رأها كل يوم هو لا يستطيع منع نفسه من تأمل جمالها الذي يزداد كل ثانية ..
أخرجت بعض الفاكهة التي أحضرتها له وبدأت بتقشيرها لاطعامه بصمت وهو ينتظر منها ان تتكلم ، لكنه بدأ بنفسه في النهاية
دونغهي : لماذا لم تذهبي الى الجامعة ليس من عادتك تجاهل المحاضرات ؟
جا اون : أردت الاطمئنان عليك
دونغهي : ألم تقولي قبل أيام اننا في فصلنا الأخير وعلينا ان نبذل جهدنا !
جا اون بهدوء دون ان تنظر اليه : انت اهم من أي شيء اخر بالنسبة لي ..
رغماً عنه اتسعت ابتسامته ، رغم ما يظهر منها من برود لكنه وحده من يلمس دفئ قلبها ومشاعرها
همس بلطف : لابد انك فتاة مجنونة !
نظرت اليه متعجبة ليكمل : ان تقعي في حب رجل مثلي ، أن تتعلقي بي بهذا الشكل وانت تعلمين انني ....
لم تدعه يكمل جملته عندما وضعت نصف التفاحة التي قشرتها في فمه لتسكته كأنها ترفض الاستماع لاي من هذه السخافات التي سينطقها
فهم القصد من حركتها ، فأكل التفاحة مبتسماً ، بينما تشاغلت هي ببقية الفاكهة وهو لم يبعد عينيه عنها
دونغهي : انت حقاً مجنونة ..!
جا اون بخجل : مجنونة بحبك ..
ضحك على كلمتها التي اقتبستها منه ومن جنونه ، احتوى وجهها بكفيه مجبراً إياها على مبادلته النظرات
دونغهي بصوت مثير : أحبك ، وسأبقى أحبك حتى آخر نفس في حياتي ، سأرويك حباً ليلاً ونهاراً
اعدك انني سأقولها في كل وقت حتى تمليها ، سأجعل الحب لعبة بين يديك كما اصبح قلبي ملكك ..
جا اون بخجل : لا اريد الكلمات ، تكفيني هذه النظرات المجنونة هي تفصح بكل ما في قلبك
تكفيني الافعال ، الأفعال أكثر بلاغة من كل الكلمات ، لا اريد ان تقول انك تحبني ، اريد ان تريني كم تحبني بكل شيء تفعله
دونغهي بابتسامة جذابة : أعدك ...
لثم خدها بقبلة عاشقة ، دافئة كدفئ مشاعرة لتنقل اليها حرارة حبه المجنون ، بمجرد ان ابتعد عن خدها حتى ابتعد كل منهما عن الاخر بخجل عندما رأو وجه السيدة هانا المحدقة بغير تصديق ..
دونغهي بارتباك : او .. اوماا !!
السيدة هانا : ايقووو ، انتما هل تتواعدان ؟؟
دونغهي بضحكة سخيفة وهو يحك عنقة خجلاً : نوعاً ما هيهيهي
السيدة هانا بسعادة : هذا رائع ، كم انا سعيدة لأجلكما ^_^
لم تكتمل ابتسامتها الباهتة عندما تجمعت الدموع في عينيها وحشرج صوتها فلم تتمكن من اكمال تعبيرها عن سعادتها
نهضت جا اون اليها وجعلتها تجلس على المقعد بجانب سرير دونغهي وناولتها كأس ماء بارد حتى تهدأ
دونغهي : ما الأمر ؟ لماذا تبكين ؟؟
السيدة هانا تبكي : بياانييه ، لأنني أم سيئة ، كنت انت وهيوك تعانيان كل هذه الفترة ، دائماً كنت غبية ومهملة
لم أشعر بألمكما ومعانتكما ، انا حتى لم اعلم من هي الفتاة التي تواعدها ، يالي من أم فاشلة ..!
دونغهي بحزن : اوماا ، لا تقولي هذا الكلام ، انت اروع ام في هذا العالم ، بيانيه لانني اخفيت عنك الأمر حتى الان
انا فقط لم ارد ان اتسبب لكم بالقلق والألم ، لانني احبكم اخشى ان تتأذو بسببي ، اعذريني لاخفاء الحقيقة
جا اون تربت على كتفها بلطف : اجوماا ، في الحقيقة دائماً ما كنت أحسد اولادك لانهم يملكون اماً مثلك طيبة وحنونة ومتفهمة
انا خسرت أمي الاولى وزوجة ابي ، وكنت شديدة الحزن لخسارتي ، لكن بينما كنت اعيش في منزلكم وجدت الأمان
وجدت العائلة المترابطة بصلة الحب قبل صلة الدم ، مع انني غريبة عنكم لكنني حقاً أشعر انني من عائلتكم وكذلك مي سن .
السيدة هانا تمسح دموعها : بالتأكيد انتي من عائلتنا ، فأنت ستكونين ابنتي في القانون قريباً ، أليس كذلك * تغمز دونغهي *
احمر وجه دونغهي خجلاً وعلى وجهه عادت تلك الابتسامة السخيفة والخجولة وهو يسرح نظره في الغرفة
جا اون ببرود : اوموو لم كل هذا الخجل ، من قال انني سأقبل بك ؟
دونغهي : بووو ، هل تقولين انك لن تقبلي الزواج مني ؟
جا اون : من الغبية التي ترغب الزواج بطفل !
دونغهي بغيظ : ياااا !!!
جا اون بابتسامة : أظن انني سأعاني كثيراً مع هذا الطفل ، لكنني أحبه وأحب روح الطفولة التي تسكن رجولته ..
ضحكت السيدة هانا بقوة على كلماتها الجريئة ، بينما عقدت المفاجأة لسان دونغهي الذي كان قلبه يتخابط بداخله ...
بعد عودة هيوك ومي سن من الجامعة وانضمامهم للبقية في المشفى مع يورا ، انسحبت بهدوء من الغرفة واتجهت الى مكتب ليتوك
بدا منشغلاً بالتحضيرات وبعض الأوراق وهو يؤمر بتجهيز هذا واحضار ذلك ، وما ان سمحت لها الفرصة لتكلمه اقتربت منه
جا اون : اوباا
ليتوك : ما الأمر ، هل حدث شيء لدونغهي ؟
جا اون : لا انه بخير ، فقط أردت التحدث معك
ليتوك : بشأن ماذا ؟
جا اون : هل يمكن لدونغهي ان يخرج قليلاً من المشفى الليلة ؟
ليتوك : انت تعلمين انه سيتم اجراء العملية في الثانية عشر من ظهر الغد ، يفضل بقاؤه في المشفى لنراقب اي تطورات في حالته
جا اون : فقط لوقت قصير ، ألا يمكنني الخروج معه ، سأعتني به بنفسي
ليتوك بتفكير : اراسو ، لكن يجب ان تعودي به قبل منتصف الليل ، واياك ان يرهق نفسه
جا اون بسعادة : اراسو كوماوايو
خرجت بسرعة من عنده لتجد هيوك امام المكتب وبدت المفاجأة على وجهه عندما رأها تخرج من هناك
هيوك : ما الذي كنت تفعلينه عند ليتوك ، هل هناك مشكلة بحالة دوني ؟
جا اون : لا ، لكن أريد مساعدتك .....
بعد غروب الشمس كان هيوك ودونغهي يقفان امام المشفى ينتظران بعد ان أحضر هيوك بعض الملابس والبسها لدونغهي الذي لم يفهم ماذا يحدث
دونغهي بضجر : يااا الى متى سننتظر ، ما الذي ننتظره اساساً ؟
هيوك : قليلاً فقط
دونغهي : اذا علم ليتوك هيونغ بخروجي سيغضب
هيوك : اششششش لماذا انت مزعج هكذا ؟؟
دونغهي : ايقووو كم تبدو قبيحاً بهذا الوجه ! -_-
هيوك وهو يمسك رأسه : اعد ما قلته ان كنت تريد الموت
دونغهي : ياا اتركنيي يااا هذا مؤلم أيها الأحمق
هدأ فجأة وقد أرخى يده على رأس أخيه ، كان قد ابحر بأفكاره ، يرجو ان يمر الغد بسلام ليلهو معه هكذا دائماً في المستقبل
يصلي قلبه ان ينجو اخوه وتوأمه ، دائماً ما نطلق اسم النصف الثاني على الشخص الذي نحبه
لكن هذا هو نصفه الثاني الحقيقي ، اخوه الذي شاركه حتى رحم والدته ، تقاسما الطعام والهواء ، حتى أرواحهما نفخت معاً ولن تفترقا ، لن تحلقا للسماء الا معاً ...!
انتبه على هدوء أخيه فاغتنم الفرصة ليفلت من يديه ، حاول فهم ملامح هيوك الجادة لكن ابتسامة هيوك الدافئة كانت قد رست بقلبه وأفكاره
في ذلك الوقت وقفت سيارة سوداء فاخرة وخرجت منها تلك الفتاة ، كأميرة أسطورية من عالم الأحلام بثوبها الوردي القصير الذي يبرز كل تفاصيل أنوثتها الصارخة ، وشعرها المنسدل بنعومة على عنقها البيضاء
فتح فاهه كأنه يراها للمرة الأولى ، تلك الجميلة التي تتفنن بصور مبتكرة لتدهشة مرة تلو مرة
رغم انها تظهر ببساطتها المعتادة ، القليل من الكحل الذي يرسم عينيها بدقة وبعض المكياج الخفيف وشعرها تركته حراً تداعبه النسمات بخفة
هيوك بسخرية : امسح لعابك تكاد الارض تبتل به
دونغهي كالمسحور : نمووو يبو ( جميلة جداً )
هيوك : اعلم اعلم ، اذهب لها فهي الجائزة الكبرى التي كنت تحلم بها ، فعلت ذلك من أجلك
لم يفهم ما يقصده هيوك ولا المغزى من تلك الغمزة الخبيثة التي انهى به حديثة ، كان عقله قد توقف عندها ولا يستطيع تخطي جمالها
جا اون ببرود : يا لماذا تنظر الي هكذا ؟
دونغهي يبتلع ريقه : من .. اانا ... ما ...
هيوك : ايقوو لقد اختفى لسانه السليط الان ، اشفق عليك جا اون ، سأذهب الان
غادر هيوك بينما صعد كل من دونغهي وجاون الى السيارة خلف السائق وانطلقت بهم الى احد الفنادق الكبيرة وأحدهما لم ينطق بحرف حتى وصلا
دونغهي : لماذا نحن هنا ؟
جا اون تمسك يده : تعال معي ..
سحبته معها وهو بدوره لم يوقفها ، كان مشغول البال بالتفكير ، يفكر بها ، ليست من عادتها ان تتصرف هكذا لكنه لم يعترض تصرفاتها الغريبة تلك
حتى وصلا أخيراً الى سطح المبنى ، بمجرد ان وقفا هناك لاح له شيء من ذكريات هذا المكان
وقفا قرب الحافة ليريا مدينة سيئول بقدرها تنحنى لهما ، وكأنما تقدم لهم من جديد ذلك الوشاح الأسود المزين بأضواء سحرية
وما هي إلا دقائق حتى انطلقت الألعاب النارية لتملأ ظلمة السماء ، كقطعة كريستالية انعكست عليها أضواء قوس قزح
دونغهي بهدوء : هذا المكان ....
جا اون : اجمل منظر رأيته في حياتي ، شوارع سيئول المضيئة ونهر الهان الذي يجري في أحضانها .. !
السماء المتباهية بألوان مختلفة ، وانعكاس تلك الألوان على وجهك وابتسامتك الدافئة ..!
دونغهي بابتسامة : لماذا نحن هنا ؟
جا اون : أتذكر تلك الليلة عندما أحضرتني هنا ، تلك كانت البداية لكل شيء ، الشخص الذي حررني من وحدتي في تلك اللحظة
حلمي بإيجاد شخص يهتم بي ويفعل شيئاً مميزاً لي ، كان ذلك انت ، في ذلك اليوم عندما عاد قلبي للحياة وعادت له ألوانه ..
دونغهي متفاجئ : هل .. هل تقولين انك وقعتي في حبي منذ ذلك اليوم ؟؟
جا اون : مولا ، أنا فقط شعرت بقلبي كأنه تحرك للمرة الأولى ، شعرت وكأنني أحلق في عالم من الخيال لا يوجد به سوانا معاً ..!
دونغهي : يااا ، لقد احببتني منذ وقت طويل لكنك أخفيته كل ذلك الوقت وتركتني أتعذب وحيداً ظاناً انه من طرف واحد اششششش
جا اون بابتسامة : حب ، لم أتخيل ان احمل تلك المشاعر للفتى المزعج الذي كنت أكرهه قبل حتى ان اعرف اسمه !
دونغهي : ماذا تقصدين ؟
جا اون : أقصد انني أعرفك حتى من قبل قدومي الى منزلكم ، كنت قد لفت انتباهي في الجامعة بتصرفاتك الحمقاء والسخيفة ، وبابتسامتك تلك ...
دونغهي : ؟؟!!!!!!!
جا اون بابتسامة : لم أكن انوي الاعتراف بالحقيقة لكن ، ابتسامتك لفتت انتباهي وثم تصرفاتك الطفولية لكنك لم تكن ابداً لتنتبه لوجودي
ليس وكأنني وقعت في حبك ، بل أظنني كنت أشعر بالغيرة منك ، كيف كنت دائم الضحك وتبدو سعيداً كانك لا تحمل أي هموم ، مما جعلني أكرهك
دونغهي بابتسامة : اذا كانت تلك ابتسامتي هي من أوقعت بك !
اشارت خجلة بنعم بينما اتسعت ابتسامته وقد لمعت عيناه بنظرته العاشقة ، اعاد نظره للسماء وهمس
دونغهي : وابتسامتك ايضاً .. عندما رأيتها للمره الأولى وانت في حديقة منزلنا ، بدت كشعاع من نور .. لمحة من القمر ..!
ضحكتك التي نادراً ما كنتي تظهرينها كأنها قطعة من الجنة ، نقية كالماء صافية كالسماء ، في طياتها تختبئ كل معاني الجمال ..!
جا اون بخجل : هل هي جميلة الى هذا الحد !
دونغهي : أكثر مما تتخيلين ..
ابتسمت بخفة بينما شبك يديه بيديها جاعلاً أياها ترمي العالم أجمع خلف ظهرها وتنظر اليه فقط
تأملت نظراته الشغوفه لثوان قبل ان تنفجر ينابيع الدموع من عينيها ، بهدوء كانت تنزف على خديها بخطى أليمه
دونغهي : حبيبتي ، لماذا تبكين ..؟
انفجرت ، علا صوت بكائها كطفلة تائهة عن والدتها ، للمرة الأولى يراها تبكي هكذا وتمسح دموعها بيديها المرتجفتين ثم تخفي عينيها بهما
كاد أن يسقط آخر جدران قوته ليبكي معها بحرقة ، ليصرخ كلاهما كالأطفال فهذا الاختبار صعب على كليهما ليتخطيانه وحبهما لازال وليداً في المهد
تمالك نفسه وهو يضمها الى صدره لتفرغ كل ما لديها من دموع في حضنه وبهدوء همساته التي انصبت عليها كمخدر هدأت شهقاتها وانفاسها بين ذراعيه
ابعدها عن صدره قليلاً وبلطف اقترب من شفتيها يلتهمهما بقبل لطفية هادئة يتذوق فيها ملح دموعها ازدادت عمقاً شيئاً فشيئاً فتهدر بقلبها عاصفة من مشاعر الحب والخجل العذري والخوف والحزن ..
من الجهة الأخرى ، عندما نفذت الالعاب النارية منه ، بسرعة اغتنم فرصة انشغالها بمراقبتها ليضمها من الخلف
مي سن بخجل : ماذا ..!
هيوك : شعرت بالغيرة فقط ..
مي سن : من ماذا تغار ؟؟
هيوك بصوت جذاب : اغار ، من كل شيء غيري يسعدك ، أغار من هذه الالعاب النارية التي استرعت اهتمامك وابعدت ناظريك عني
اغار من لهفتك الطفولية لأي شيء غيري ، اغار من كل ما قد يشغلك عني ، اغار من هذه النسمات التي تداعب خصلات شعرك بجرأة امامي
اغار من أفكارك التي قد تأخذك بعيداً عني ، اغار من غيرتي عليك ، اغار عليك من حبي وجنوني وحتى من عيوني .. رغماً عني أغار
مي سن بخجل وهي تتمسك بذراعيه : لا داعي لغيرتك المجنونة تلك ، فكل سعادتي انت عنوانها ، وكل اهتمامي ولهفتي لك انت ، وانت كل ما يشغل قلبي وعقلي ..
هيوك بنشوة : لا اصدق كم انا غارق بحبك ، كأحمق لا يرى غيرك ، وأعدك أنني سأحبك هكذا للأبد ..
مي سن : وانا أيضاً سأحبك الى ما بعد الأبد .. سأحبك كان الوقت لا ينتهي !
هيوك : بيانييه ، اعذري انشغالي عنك بسبب دوني ، اعدك انه بمجرد ان يشفى سأعوضك عن كل ذلك .
مي سن : لا تعتذر ، يكفيني انك بجانبي هذا أكثر ما أريده وأتمناه
نفذت الكلمات من قاموسه ، الكلمات السخيفة التي رغم كثرتها تعجز عن وصف كمية المشاعر المتدفقة في عروقة
أفرغ كل ما بجعبته من كلمات ، كل ما لديه من اشتياق وحب ولهفة على شكل قبلة جريئة على عنقها الطويلة الفاتنة امام عينيه
تلك القبلة التي هزت قلبها ، نفضته بقوة ، وأنعشت روحها بنكهة شفتيه ، لم يكن منها سوى ان تسدل عينيها وتنصهر بصمت لتصبح جزءاً لا ينفصل عنه
انتــهــــــــــــــــــــــــــــــــى
اتمنى يكون عجبكم
انتظروني قريباً في البارت الاخير بعد العيد ان شاء الله
بانتظار رايكم ملاحظة : لسبب ما انغلق حسابي الفيسبوك القديم ، لهيك عملت واحد جديد
ازا حدا حب يتواصل معي :
https://www.facebook.com/profile.php?id=100010152420915